للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر في مثل ذلك:

لا أسأل الناس عما في ضمائرهم ... ما في الضمير لهم من ذاك يكفيني

وقال حمزة بن بيض «١» :

لم يكن عن جناية لحقتني ... لا يساري ولا يميني جنتني

بل جناها أخ عليّ كريم ... وعلى أهلها براقش تجني

لأن هذه الكلبة، وهي براقش، نبحت غزّى، قد مروا من ورائهم وقد رجعوا خائبين مخفقين، فلما نبحتهم استدلوا بنباحها على أهلها واستباحوهم، ولو سكتت كانوا قد سلموا. (فضرب ابن بيض به المثل) .

وقال الأخطل:

تنقّ بلا شيء شيوخ محارب ... وما خلتها كانت تريش ولا تبري

ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت ... فدلّ عليها صوتها حية البحر

النقيق: صياح الضفادع.

وقالوا: «الصمت حكم وقليل فاعله» .

وقالوا: «استكثر من الهيبة صامت» .

وقيل لرجل من كلب طويل الصمت: بحق ما سمتكم العرب خرس العرب. فقال: «أسكت فأسلم، وأسمع فأعلم» .

وكانوا يقولون: «لا تعدلوا بالسلامة شيئا» .

ولا تسمع الناس يقولون: جلد فلان حين سكت، ولا قتل فلان حين صمت. وتسمعهم يقولون: جلد فلان حين قال كذا، وقتل حين قال كذا وكذا.

وفي الحديث المأثور: «رحم الله من سكت فسلم، أو قال فغنم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>