ابن نسطوس، أتاكم في برابرة وصقالبة، وجرامقة وجراجمة، وأقباط وأنباط، وأخلاط من الناس. إنما أقبل إليكم الفلاحون الأوباش كأشلاء اللّجم. والله ما لقوا قوما قط كحدّكم وحديدكم، وعدّكم وعديدكم. أعيروني سواعدكم ساعة من نهار تصفقون بها خراطيمهم «١» ، فإنما هي غدوة أو روحة حتى يحكم الله بيننا وبين القوم الفاسقين» .
ثم دعا بفرس، فأتي بأبلق، فقال: تخليط وربّ الكعبة! ثم ركب فقاتل فكثره الناس فانهزم عنه أصحابه، حتى بقي في إخوته وأهله، فقتل وانهزم باقي أصحابه. وفي ذلك يقول الشاعر «٢» :
كل القبائل بايعوك على الذي ... تدعو إليه طائعين وساروا
حتى إذا حمي الوغى وجعلتهم ... نصب الأسنة أسلموك وطاروا
إن يقتلوك فإن قتلك لم يكن ... عارا عليك وبعض قتل عار
ومدح الشاعر بشار، عمر هزار مرد العتكي «٣» ، بالخطب وركوبه المنابر، بل رثاه وأبّنه فقال: