تجريد الضّب» . قال أنس: من يعني الأمير أعزّه الله؟ قال: إياك أعني، أصمّ الله صداك! فكتب أنس بذاك إلى عبد الملك بن مروان، فكتب عبد الملك إلى الحجاج:
«بسم الله الرحمن الرحيم. يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب، والله لقد هممت أن أركلك ركلة تهوي بها في نار جهنم. قاتلك الله، أخيفش العينين أصكّ الرجلين «١» ، أسود الجاعرتين. والسلام» .
وكان الحجاج أخيفش، منسلق الأجفان، ولذلك قام إمام بن أقرم النميري، وكان الحجاج جعله على بعض شرط أبان بن مروان ثم حبسه، فلما خرج قال:
طليق الله لم يمنن عليه ... أبو داود وابن أبي كثير
ولا الحجاج عيني بنت ماء ... تقلب طرفها حذر الصقور
لأن طير الماء لا يكون أبدا إلا منسلق الأجفان.
قال: وخطب الحجاج يوما فقال في خطبته: «والله ما بقي من الدنيا إلا مثل ما مضى، ولهو أشبه به من الماء بالماء والله ما أحب أن ما مضى من الدنيا لي بعمامتي هذه» .
المفضل بن محمد الضبي قال: كتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم: أن أبعث إليّ بالآدم الجعد «٢» ، الذي يفهمني ويفهم عني. فبعث إليه غذّام بن شتير فقال الحجاج: لله درّه! ما كتبت إليه في أمر قط إلا فهم عني وعرف ما أريد.
وقال أبو الحسن وغيره: أراد الحجاج الحج، فخطب الناس فقال: