للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبين من ذلك قال البرجمي:

وخناذيذ خصية وفحولا

ويدل على ما قلنا قول القيسي:

دعوت بني سعد إليّ فشمّرت ... خناذيذ من سعد طوال السواعد

وكان زهير بن أبي سلمى يسمي كبار قصائده الحوليات.

وقد فسر سويد بن كراع العكليّ ما قلنا، في قوله:

أبيت بأبواب القوافي كأنما ... أصادي بها سربا من الوحش نزّعا

أكالئها حتى أعرّس بعد ما ... يكون سحيرا أو بعيدا فأهجعا «١»

عواصي إلا ما جعلت أمامها ... عصا مربد تغشى نحورا وأذرعا «٢»

أهبت بغرّ الآبدات فراجعت ... طريقا أملته القصائد مهيعا «٣»

بعيدة شأو، لا يكاد يردها ... لها طالب حتى يكلّ ويظلعا

إذا خفت أن تروى عليّ رددتها ... وراء التراقي خشية أن تطلعا

وجشمني خوف ابن عفان ردها ... فثقفتها حولا حريدا ومربعا

وقد كان في نفسي عليها زيادة ... فلم أر إلا أن أطيع وأسمعا

ولا حاجة بنا مع هذه الفقر إلى الزيادة في الدليل على ما قلنا، ولذلك قال الحطيئة: «خير الشعر الحولي المحكك» . وقال الأصمعي: «زهير بن أبي سلمى، والحطيئة وأشباههما، عبيد الشعر» . وكذلك كل من جوّد في جميع شعره، ووقف عند كل بيت قاله، وأعاد فيه النظر حتى يخرج أبيات القصيدة كلها مستوية في الجودة. وكان يقال: لولا إن الشعر قد كان استعبدهم واستفرغ مجهودهم حتى أدخلهم في باب التكلف وأصحاب الصنعة، ومن يلتمس قهر الكلام، واغتصاب الألفاظ، لذهبوا مذهب المطبوعين، الذين

<<  <  ج: ص:  >  >>