للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب بعضهم: أما بعد فقد كنت لنا كلك، فاجعل لنا بعضك، ولا ترض إلا بالكل منا لك.

ووصف بعض البلغاء اللسان فقال: اللسان أداة يظهر بها حسن البيان، وظاهر يخبر عن ضمير، وشاهد ينبئك عن غائب، وحاكم يفصل به الخطاب وناطق يرد به الجواب، وشافع تدرك به الحاجة، وواصف تعرف به الحقائق، ومعزّ ينفى به الحزن، ومؤنس تذهب به الوحشة، وواعظ ينهى عن القبيح، ومزين يدعو إلى الحسن، وزارع يحرث المودة، وحاصد يستأصل الضغينة، ومله يونق الأسماع.

وقال بعض الأوائل: إنما الناس أحاديث، فإن استطعت أن تكون أحسنهم حديثا فافعل.

ولما وصل عبد العزيز بن زرارة إلى معاوية قال: يا أمير المؤمنين، لم أزل أستدل بالمعروف عليك، وأمتطي النهار إليك، فإذا ألوى بي الليل فقبض البصر وعفّي الأثر، أقام بدني وسافر أملي والنفس تلوّم، والاجتهاد يعذر فإذ قد بلغتك فقطني.

قال: قال لقمان لأبنه: ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن: لا يعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا في الحرب، ولا تعرف أخاك إلا عند الحاجة إليه.

وقال أبو العتاهية:

أنت ما استغنيت عن صا ... حبك الدهر أخوه

فإذا احتجت إليه ... ساعة مجّك فوه

وقال علي بن الحسين لابنه: يا بني، اصبر على النائبة، ولا تتعرض للحقوق، ولا تجب أخاك إلى شيء مضرته عليك أعظم من منفعته له.

وقال الأحنف: من لم يصبر على كلمة سمع كلمات.

<<  <  ج: ص:  >  >>