وقال سعيد بن أبي العروبة: لأن يكون لي نصف وجه ونصف لسان، على ما فيهما من قبح المنظر وعجز المخبر، أحب إلي من أن أكون ذا وجهين وذا لسانين، وذا قولين مختلفين.
وقال أيوب السخيتاني: النمام ذو الوجهين أحسن الاستماع، وخالف في الإبلاغ.
حفص بن صالح الأزدي عن عامر الشعبي، قال: كتب عمر إلى معاوية: «أما بعد فإني كتبت إليك بكتاب في القضاء لم آلك ونفسي فيه خيرا. الزم خمس خصال يسلم لك دينك، وتأخذ فيه بأفضل حظك: إذا تقدم إليك خصمان فعليك بالبينة العادلة، أو اليمين القاطعة. وأذن الضعيف حتى يشتّد قلبه وينبسط لسانه. وتعهد الغريب، فإنك إن لم تتعهده ترك حقه، ورجع إلى أهله، وإنما ضيع حقه من لم يرفق به. وآس بينهم في لحظك وطرفك، وعليك بالصلح بين الناس ما لم يستبن لك فصل القضاء» .
أبو يوسف، عن المرزمي، عمن حدثه عن شريح، إن عمر بن الخطاب رحمه الله كتب إليه:
«لا تشار ولا تمار ولا تضار، ولا تبع ولا تبتع في مجلس القضاء ولا تقض بين آثنين وأنت غضبان» .
وقال عمر بن عبد العزيز: إذا كان في القاضي خمس خصال فقد كمل:
علم ما كان قبله، ونزاهة عن الطمع، وحلم عن الخصم، واقتداء بالأئمة، ومشاورة أهل الرأي.
محمد بن حرب الهلالي قال: لما ولي يزيد بن معاوية سلم بن زياد خراسان، قال له:
«إن أباك كفى أخاه عظيما، وقد استكفيتك صغيرا. فلا تتكلن على عذر مني لك، فقد اتكلت على كفاية منك. وإياك مني قبل أن أقول إياي منك، فإن الظن إذا أخلف مني فيك أخلف منك في. وأنت في أدنى حظك فاطلب أقصاه. وقد اتعبك أبوك، فلا تريحن نفسك. وكن لنفسك تكن لك، واذكر في يومك أحاديث غدك، تسعد إن شاء الله.