وقالوا: من كثر كلامه كثر سقطه، ومن ساء خلقه قل صديقه.
وقال عمر للأحنف: من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر مزاحه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل ورعه، ومن قل ورعه ذهب حياؤه، ومن ذهب حياؤه مات قلبه.
وقال المهلّب لبنيه: يا بني تباذلوا تحابوا، فإن بني الام يختلفون، فكيف بنو العلّات «١» . إن البر ينسأ في الاجل، ويزيد في العدد، وإن القطيعة تورث القلة، وتعقب النار بعد الذلة. واتقوا زلّة اللسان، فإن الرجل تزلّ رجله فينتعش، ويزل لسانه فيهلك. وعليكم في الحرب بالمكيدة، فإنها ابلغ من النجدة فإن القتال إذا وقع وقع القضاء، فإن ظفر فقد سعد، وإن ظفر به لم يقولوا فرّط.
ولقي الحسين رضي الله عنه الفرزدق فسأله عن الناس فقال: القلوب معك، والسيوف عليك، والنصر في السماء.
وقال بعضهم: حجب أعرابي عن باب السلطان فقال:
أهين لهم نفسي لأكرمها بهم ... ولا يكرم النفس الذي لا يهينها
وقال جرير:
قوم إذا حضر الملوك وفودهم ... نتفت شواربهم على الأبواب
وقال آخر:
نهيت جميع الحضر عن ذكر خطّة ... يدبرّها في رأيه ابن هشام
فلما وردت الباب أيقنت إننا ... على الله والسلطان غير كرام