للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استذمت إليك «١» ؟ أبمصارع آبائك في البلى، أم بمضاجع أمهاتك في الثرى؟! كم مرضت بيديك، وكم عللت بكفيك، تطلب له الشفاء، وتستوصف له الأطباء، غداة لا يغني عنه دواؤك، ولا ينفعه بكاؤك، ولا تنجيه شفقتك، ولا تشفع فيه طلبتك» .

وقال عمر، رحمه الله: «ما بال أحدكم ثاني وساده عند امرأة مغزية مغيبة؟! إن المرأة لحم على وضم «٢» إلا ما ذب عنه» .

وقال بعضهم: مات ابن لبعض العظماء فغزّاه بعضهم فقال: عش أيها الملك العظيم سعيدا، ولا أراك الله بعد مصيبتك ما ينسيكها.

وقال: لما توفي معاوية وجلس ابنه يزيد، دخل عليه عطاء بن ابي صيفي الثقفي، فقال: «يا أمير المؤمنين، أصبحت قد رزيت خليفة الله، واعطيت خلافة الله، وقد قضى معاوية نحبه، فغفر الله ذنبه، وقد اعطيت بعده الرياسة ووليت السياسة، فاحتسب عند الله أعظم الرزية، واشكره على أفضل العطية» .

ولما توفي عبد الملك وجلس ابنه الوليد، دخل عليه الناس وهم لا يدرون: أيهنئونه أم يعزونه؟ فأقبل غيلان بن سلمة الثقفي فسلم عليه، ثم قال:

يا أمير المؤمنين، أصبحت قد رزيت خير الآباء، وسميت بخير الأسماء، وأعطيت أفضل الأشياء، فعظم الله لك على الرزية الصبر وأعطاك في ذلك نوافل الأجر، وأعانك على حسن الولاية والشكر. ثم قضى لعبد الملك بخير القضية، وأنزله بأفضل المنازل المرضية، وأعانك من بعده على الرعية» . فقال له الوليد:

من أنت؟ فانتسب له قال: في كم أنت؟ في مائة دينار. فألحقه بأهل الشرف.

ولما توفي المنصور دخل ابن عتبة مع الخطباء على المهدي فسلم ثم قال: آجر الله أمير المؤمنين على أمير المؤمنين قبله، وبارك لأمير المؤمنين فيما

<<  <  ج: ص:  >  >>