للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلفه له أمير المؤمنين بعده، فلا مصيبة أعظم من فقد أمير المؤمنين، ولا عقبى أفضل من وراثة مقام أمير المؤمنين. فأقبل يا أمير المؤمنين من الله أفضل العطية، واحتسب عنده أعظم الرزيّة.

وكتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز، يعزيه عن ابنه عبد الملك، فكتب إليه عمر: «كتبت إليّ تعزيني عن ابني عبد الملك، وهو أمر لم أزل انتظره، فلما وقع لم أنكره.

وقال الشاعر:

تعزيت عن أوفى بغيلان بعده ... عزاء وجفن العين بالماء مترع

ولم تنسني أوفى المصيبات بعده ... ولكن نكء القرح بالقرح أوجع

وقال متمم:

قعيدك ألا تسمعيني ملامة ... ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا

وقال آخر:

قليل التشكي للمصيبات ذاكر ... من اليوم أعقاب الأحاديث في غد

وقالوا: «أشد من الموت ما يتمنى له الموت» .

وقال الفرزدق وهو يصف طعنة:

يودّ لك الأدنون لو متّ قبلها ... يرون بها شرا عليك من القتل

وقال: وقيل للأحنف: ما بلغ من حزمك؟ قال: لا ألي ما كفيت، ولا أضيّع ما وليت.

وقال آخر: لا تقيموا ببلاد ليس فيها نهر جار، وسوق قائمة، وقاض عدل.

وقالوا: لا تبنى المدن إلا على الماء والمرعى والمحتطب.

<<  <  ج: ص:  >  >>