وقال مالك بن دينار: لربما رأيت الحجاج يتكلم على منبره، ويذكر حسن صنيعه إلى أهل العراق، وسوء صنيعهم إليه، حتى أنه ليخيّل إلى السامع أنه صادق مظلوم.
أبو عبد الله الثقفي عن عمه قال: سمعت الحسن يقول: لقد وقذتني كلمة سمعتها من الحجاج. قلت: وإن كلام الحجاج ليقذك؟ قال: نعم سمعته على هذه اللأعواد يقول: إن أمرأ ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له، لخليق أن تطول عليها حسرته.
وقال بعضهم: ما وجدت احدا ابلغ في خير وشر من صاحب عبد الله ابن سلمة قال: دخل الزّبرقان بن بدر على زياد وقد كفّ بصره، فسلّم تسليما جافيا، فأدناه زياد فأجلسه معه، وقال: يا أبا عياش: القوم يضحكون من جفائك! قال: وإن ضحكوا فوالله إن منهم رجل إلا بوده أني أبوه دون أبيه لغيّة أو لرشدة.
وقال: ونظر هشام بن عبد الملك إلى قبر عثمان بن حيان المري فقال:
جثوة «١» من جثى النار.
قالوا: وكان يقال: صاحب السوء قطعة من النار، والسفر قطعة من العذاب.
وقال بعضهم: عذابان لا يكترث لهما الداخل فيهما: السفر الطويل والبناء الكثير.
وقال رجل من أهل المدينة: من ثقل على صديقه خف على عدوه، ومن أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه بما لا يعلمون.