وقال سهل بن هارون: ثلاثة يعودون إلى أجنّ المجانين، وإن كانوا أعقل العقلاء: الغضبان، والغيران، والسكران. قال له ابو عبدان الشاعر المخلع: ما تقول في المنعظ؟ فضحك حتى استلقى، ثم قال: وما شر الثلاثة
وما شرّ الثلاثة أمّ عمرو ... بصاحبك الذي لا تصبحينا
وقال ابو الدرداء:«أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب» .
وقال: قال أياس: البخل قيد، والغضب جنون، والسكر مفتاح الشر.
وقال بعض البخلاء: ما نصب الناس لشيء نصبهم لنا، هبهم يلزموننا الذمّ فيما بيننا وبينهم، ما لهم يلزموننا التقصير فيما بيننا وبين انفسنا.
قال: وقال ابراهيم بن عبد الله بن حسن لأبيه: ما شعر كثيّر عندي كما يصف الناس. فقال له ابوه: إنك لم تضع كثيّرا بهذا، إنما تضع بهذا نفسك.
قال: وأنشد رجل عمر بن الخطاب، رحمه الله، قول طرفة:
فلولا ثلاث هنّ من عيشة الفتى ... وجدّك لم أحفل متى قام عوّدي
فقال عمر:«لولا أن أسير في سبيل الله، واضع جبهتي لله، وأجالس أقواما ينتقون أطايب الحديث كما ينتقون أطايب التمر، لم أبال أن أكون قد متّ» .
وقال عامر بن عبد قيس:«ما آسى من العراق إلا على ثلاث: على ظمأ الهواجر، وتجاوب المؤذنين، وإخوان لي منهم، الأسود بن كلثوم» .
وقال آخر: «ما آسي من البصرة إلا على ثلاث: رطب السكر، وليل الحزيز، وحديث أبي بكرة.
وقال سهل بن هارون:
تكنّفني همان قد كسفا بالي ... وقد تركا قلبي محلّة بلبال
هما أذريا دمعي ولم تذر عبرتي ... ربيبة خدر ذات سمط وخلخال