قال: ولحن الوليد على المنبر فقال الكروّس: لا والله إن رأيته على هذه الأعواد قط فأمكنني أن أملأ عيني منه، من كثرته في عيني، وجلالته في نفسي. فإذا لحن هذا اللحن الفاحش صار عندي كبعض أعوانه.
وصلّى يوما الغداة فقرأ السورة التي تذكر فيها الحاقة فقال:«يا ليتها كانت القاضية» ، فبلغت عمر بن عبد العزيز فقال: أما إنه إن كان قالها إنه لأحد الأحدين.
قالوا: وكان الوليد ومحمد، ابنا عبد الملك، لحّانين، ولم يكن في ولده افصح من هشام ومسلمة.
قال: وقال صاحب الحديث الأول: أخبرني أبي، عن إسحق بن قبيصة قال: كانت كتب الوليد تأتينا ملحونة، وكذلك كتب محمد، فقلت لمولى محمد: ما بال كتبكم تأتينا ملحونة وأنتم أهل الخلافة؟! فأخبره المولى بقولي، فإذا كتاب قد ورد عليّ:«أما بعد فقد أخبزني فلان بما قلت، وما أحسبك تشك أن قريشا أفصح من الأشعرين. والسلام» .
ومن بني صريم: الصديّ بن الخلق، وفد به الحجاج على الوليد بن عبد الملك، فقال له: ممن أنت؟ قال: من بني صريم. قال له: ما اسمك؟ قال: الصديّ بن الخلق. قال: دعّا «١» في عنقه! خارجيّ خبيث! هذا يدل على أن عامة بن صريم كانوا خوارج، وكان منهم البرك الصريمي، واسمه الحجاج، وهو الذي ضرب معاوية بالسيف، وله حديث.
والخزرج بن الصدي بن الخلق، كان خطيبا. وقال الشاعر في بني صريم: