للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جرّ الذيول

وخطب والي اليمامة فقال: «إن الله لا يقارّ عباده على المعاصي، وقد أهلك الله أمة عظيمة في ناقة ما كانت تساوي مائتي درهم» ، فسم مقوم ناقة الله.

وهؤلاء الجفاة والأعراب المحّرمون، وأصحاب العجرفية، ومن قل فقهه في الدين، إذا خطبوا على المنابر فكأنهم في طباع أولئك المجانين.

وخطب وكيع بن أبي سود بخراسان، فقال: «إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أشهر» فقيل له: إنها ستة أيام. قال: وابيك لقد قلتها وإني لأستقلها! وصعد المنبر فقال: إن ربيعة لم تزل غضابا على الله مذ بعث الله نبيه في مضر، ألا وإن ربيعة قوم كشف «١» ، فإذا رأيتموهم فاطعنوا الخيل في مناخرها، فإن فرسا لم يطعن في منخره إلا كان أشد على فارسه من عدوه.

وضربت بنو مازن الحتات بن يزيد المجاشعي، فجاءت جماعة منهم، فيهم غالب أبو الفرزدق، فقال: يا قوم، كونوا كما قال الله: لا يعجز القوم إذا تعاونوا.

وتزعم بنو تميم أن صبرة بت شيمان قال في حرب مسعود والأحنف: إن جاء حثّاث جئت، وإن جاء الأحنف جئت، وإن جاء جارية جئت، وإن جاءوا جئنا، وإن لم يجيئوا لم نجيء.

وهذا باطل، قد سمعنا لصبرة كلاما لا ينبغي أن يكون صاحب ذلك الكلام يقول هذا الكلام.

ولما سمع الأحنف فتيان بني تميم يضحكون من قول العرندس:

لحا الله قوما شووا جارهم ... إذا الشاة بالدرهمين الشّصب

أرى كل قوم رعوا جارهم ... وجار تميم دخان ذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>