للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الكسائي: لقيت أعرابيا فجعلت أسأله عن الحرف بعد الحرف، والشيء بعد الشيء أقرنه بغيره، فقال: تالله ما رأيت رجلا أقدر على كلمة إلى جنب كلمة أشبه شيء بها وأبعد شيء منها منك.

ووصف أعرابي رجلا فقال: ذاك والله ممن ينفع سلمه، ويتواصف حلمه، ولا يستمرأ ظلمه.

وقال آخر لخصمه: لئن هملجت إلى الباطل إنك لقطوف «١» إلى الحق.

قال: ورأى رقبة بن مصقلة العبدي جارية عند العطار، فقال له: ما تصنع هذه عندك؟

قال: أكيل لها حناء. قال: أظنك والله تكيل لها كيلا لا يأجرك الله عليه.

محمد بن سعيد! عن إبراهيم بن حويطب، قال: قال عمرو بن العاص لعبد الله بن عباس: إن هذا الأمر الذي نحن وأنتم فيه ليس بأول أمر قاده البلاء، وقد بلغ الأمر بنا وبكم ما ترى، وما أبقت لنا هذه الحرب حياء ولا صبرا، ولسنا نقول ليت الحرب عادت، ولكنا نقول ليتها لم تكن كانت. فانظر فيما بقي بغير ما مضى، فإنك رأس هذا الأمر بعد عليّ، وإنما هو أمير مطاع، ومأمور مطيع، ومشاور مأمون، وأنت هو.

وقال عيسى بن طلحة، لعروة بن الزبير حين ابتلي في رجله فقطعها: يا أبا عبد الله، ذهب أهونك علينا، وبقي أكثرك لنا.

وقالت عائشة: لا سمر إلا لثلاثة: لمسافر، أو مصلّ، أو عروس.

قال أبو الحسن: خطب الحجاج يوم جمعة فأطال الخطبة، فقال رجل:

«إن الوقت لا ينتظرك، وإن الرب لا يعذرك» ، فحبسه، فأتاه أهل الرجل وكلموه فيه وقالوا: إنه مجنون. قال: إن أقرّ بالجنون خليت سبيله. فقيل له: أقر بالجنون. قال: لا والله، لا أزعم أنه ابتلاني وقد عافاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>