للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت أم هشام السلولية: ما ذكر الناس مذكورا خيرا من الإبل: أحناه على أحد بخير، إن حملت أثقلت، وإن مشت أبعدت، وإن نحرت أشبعت، وإن حلبت أروت.

حدثني سليمان بن أحمد الخرشني، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن حبيب، قال: طلب زياد رجلا كان في الامان الذي سأله الحسن بن علي لأصحابه، فكتب فيه الحسن إلى زياد: «من الحسن بن علي إلى زياد. أما بعد فقد علمت ما كنا أخذنا لأصحابنا، وقد ذكر لي فلان إنك عرضت له، فأحب أن لا تعرض له إلا بخير» . فلما أتاه الكتاب ولم ينسبه الحسن إلى أبي سفيان غضب فكتب: «من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن. أما بعد فقد اتاني كتابك في فاسق يؤويه الفساق من شيعتك وشيعة أبيك، وأيم الله لاطلبنّهم ولو بين جلدك ولحمك، وإن أحبّ الناس إلي لحما أن آكله للحم أنت منه» . فلما وصل الكتاب إلى الحسن وجه به إلى معاوية، فلما قرأه معاوية غضب وكتب:

«من معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن أبي سفيان. أما بعد فإن لك رأيين:

رأيا من أبي سفيان ورأيا من سمية. فأما رأيك من أبي سفيان فحلم وحزم، وأما رأيك من سمية فكما يكون رأي مثلها. وقد كتب إلى الحسن بن علي إنك عرضت لصاحبه، فلا تعرضن له، فإني لم أجعل لك إليه سبيلا، وإن الحسن ابن علي ممن لا يرمى له الرجوان والعجب من كتابك إليه لا تنسبه إلى أبيه.

أفإلى أمه وكلته، وهو ابن فاطمة بنت محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فالآن حين اخترت له. والسلام» .

وقدم مصعب بن الزبير العراق فصعد المنبر ثم قال:

بسم الله الرحمن الرحيم. طسم. تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ. نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ

. وأشار بيده نحو الشام. وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>