للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ

. وأشار نحو الحجاز.

وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ

. وأشار بيده نحو العراق.

قال: كتب محمد بن كعب: «القرظي» ، فقيل له: والأنصاري؟

فقال: أكره أن أمنّ على الله بما لم أفعل.

المدائني قال: قام عمرو بن العاص بالموسم، فأطرى معاوية، وبني أمية، وتناول بني هاشم، ثم ذكر مشاهده بصفين، فقال له ابن عباس: يا عمرو، إنك بعت دينك من معاوية فأعطيته ما في يدك، ومناك ما في يد غيره، فكان الذي أخذ منك فوق الذي أعطاك، وكان الذي أخذت منه دون ما أعطيته، وكلّ راض بما أخذ وأعطى، فلما صارت مصر في يدك تتبعك فيها بالعزل والتنقص، حتى لو أن نفسك فيها القيتها إليه، وذكرت مشاهدك بصفين فما ثقلت علينا يومئذ وطأتك، ولا نكتنا فيها حربك. وإن كنت فيها لطويل اللسان، قصير السنان. آخر الحرب إذا اقبلت، وأولها إذا أدبرت. لك يدان: يد لا تبسطها إلى خير، ويد لا تقبضها عن شر. ووجهان: وجه مؤنس، ووجه موحش. ولعمري إن من باع دينه بدنيا غيره لحري أن يطول حزنه على ما باع واشترى. لك بيان وفيك خطل، ولك رأي وفيك نكد، ولك قدر وفيك حسد. فأصغر عيب فيك أكبر عيب في غيرك.

فقال عمرو: أما والله ما في قريش أحد أثقل وطأة عليّ منك، ولا لأحد من قريش عندي مثل قدرك.

قال: ورأى عمرو بن عتبة بن أبي سفيان رجلا يشتم رجلا، وآخر يستمع له فقال للمستمع: نزّه سمعك عن استماع الخنا، كما تنزه لسانك عن الكلام

<<  <  ج: ص:  >  >>