وقال آخر:
شيّب أصداغي فهن بيض ... محامل لقدها نقيض
قال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول: لو تنخّل «١» رجل أخا شقيقا لم يأمل أن يبدو منه ما يبدو من الثوب ذي الحرق، فرحم الله رجلا أغضى على الأقذاء واستمتع بالظاهر.
قال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول: من ولّد الخير نتج له فراخا تطير بالسرور ومن ولّد الشر انبت له نباتا مرا مذاقه، قضبانه الغيظ، وثمره الندم.
وأنشد النضر بن شميل:
يحبّ بقائي المشفقون ومدني ... إلى أجل، لو يعلمون، قريب
وما أربي في أرذل العمر بعدما ... لبست شبابي قبله ومشيبي
وأنشد أبن الأعرابي:
يا أبن الزبير جزاك الله لائمة ... هلا انتهيتم وفي الأقوال تعتيب «٢»
تنزو لتدرك من كعب غطارفة ... هلا تستوي بسرة العرجون والطيب «٣»
كما ترى فرخ عش لا حراك به ... وفوقه من نسال الريش تزغيب
ما فيكم قد علمنا من محافظة ... يوم الحفاظ ولا خيّر لمنكوب
وأنتم تحت أوراق البيوت إذا ... هبت شآمية درن طحاريب
أنتم مناخ الخنى قبحا لخلتكم ... فكلكم يا بني البلقاء مقشوب
في ذمتي أن تضجوا من مصادمتي ... كما تضجّ من الحر الجناديب
ما بين أدبس نتاج له ذفر ... ومقصد القلب ذي ستين معصوب
خالي سماعة فاعلم، لا خفاء به ... لقد هوى بك ياوتين شنخوب
صعب مناكبه تهوى الكماة به ... خوفا وتصطادهم منه كلاليب