وقال شعبة: كان سماك بن حرب «١» إذا كانت له إلى الوالي حاجة قال فيه أبياتا ثم يسأله حاجته.
قال أبو الحسن: كان شظاظ لصا، فأغار على قوم من العرب فأطرد نعمهم فساقها ليلته حتى أصبح، فقال رجل من اصحابه: لقد أصبحنا على فصد من طريقنا. فقال:«إن المحسن معان» .
وقال أبو الحسن: أربى غلام من بني علي، على عبد الملك، وعبد الملك يومئذ غلام، فقال له كهل من كهولهم لما رآه ممسكا عن جواب المربي عليه: لو شكوته إلى عمه انتقم لك منه. قال: أمسك يا كهل، فإني لا أعد انتقام غيري انتقاما.
قال أبو الحسن: خاض جلساء عبد الملك يوما في قتل عثمان، فقال رجل منهم: يا أمير المؤمنين، في أي سنيك كنت يومئذ؟ قال: كنت دون المحتلم، قال: فما بلغ من حزنك عليه؟ قال: شغلني الغضب له عن الحزن عليه.
وكان عمر بن الخطاب، رحمه الله، إذا اشترى رقيقا قال: اللهم ارزقني أنصحهم جيبا «٢» ، وأطولهم عمرا.
وكان إذا استعمل رجلا قال: إن العمل كبر، فانظر كيف تخرج منه.
قال: ومضى ابو عبد الله الكرخي إلى الرّبض، فجلس على بابه ونفش لحيته وادعى الفقه، فوقف عليه رجل فقال له: إني أدخلت اصبعي في أنفي فخرج عليها دم. قال: احتجم. قال: جلست طبيبا أو فقيها؟! قالوا: بينا الشعبي جالس في مجلسه وأصحابه يناظرونه في الفقه، إذا شيخ بقربه قد أقبل عليه بعد أن طال جلوسه، فقال له: إني أجد في قفاي