وأقصاهما ناظر في السما ... ء عمدا وأوسخ من عارك «١»
المسمعان ها هنا أحدهما قيده، والآخر صاحب الجرس.
قال: وأخبرني الكلابي قال: قاتلت بنو عم لي بعضهم بعضا، فجعل بعضهم ينضم إلى بعض لواذا مني، وليس لي في ذلك هجيرى إلا قولي:
قد جعلت تأوى إلى خمّانها «٢» ... وكرسها العاديّ من أعطانها «٣»
فلما طلبوا القصاص، قلت: دونكم يا بني عمي حقكم، فأنا اللحم وأنتم الشفرة، إن وهبتم شكرت، وإن اعتقلتم عقلت، وإن اقتصصتم صبرت.
قال: وسألت يونس عن قوله: (نسيا منسيا) ، قال: تقول العرب إذا ارتحلوا عن المنزل ينزلونه: انظروا أنساءكم. وهي العصا، والقدح، والشظاظ، والحبل. قال فقلت: إني ظننت هذه الأشياء لا ينساها أربابها إلا لأنها أهون المتاع عليهم. قال ليس ذلك كذلك، المتاع الجافي يذكر بنفسه، وصغار المتاع تذهب عنها العيون. وإنما تذهب نفوس العامة إلى حفظ كل ثمين وإن صغر جسمه، ولا يقفون على أقدار فوت الماعون عند الحاجة وفقد المحلات في الأسفار.
وقال يونس: المنسي ما تقادم العهد به ونسي حينا لهوانه. ولم تكن مريم لتضرب المثل في هذا الموضع بالأشياء النفيسة التي الحاجة إليها أعظم من الحاجة إلى الشيء الثمين في الأسواق.