إنما يعني أنهم كانوا عرجانا، فأرجلهم كعصي الطلح، وعصي الطلح معوجة. وكذلك قال معدان الأعمى، في قصيدته الطويلة التي صنف فيها الغالية والرافضة، والتميمية، والزيدية «١» :
والذي طفّف الجدار من الذعر ... وقد بات قاسم الأنفال «٢»
فغدا خامعا بوجه هشيم ... ويساق كعود طلح بال
وقال بعض العرجان ممن جعل العصا رجلا:
ما للكواعب يا دهماء قد جعلت ... تزورّ عني وتطوي دوني الحجر
لا أسمع الصوت حتى أستدير له ... ليلا طويلا يناغيني له القمر
وكنت أمشى على رجلين معتدلا ... فصرت أمشي على رجل من الشجر
وقال رجل من بني عجل:
وشى بي واش عند ليلى سفاهة ... فقالت له ليلى مقالة ذي عقل
وخبرها أني عرجت فلم تكن ... كورهاء تجترّ الملامة للبعل
وما بي من عيب الفتى غير أنني ... جعلت العصا رجلا أقيم بها رجلي
وقال أبو ضبة في رجله:
وقد جعلت إذا ما نمت أوجعني ... ظهري وقمت قيام الشارف الظهر «٣»
وكنت أمشي على رجلين معتدلا ... فصرت أمشي على رجل من الشجر