ولكل قوم زي: فللقضاة زي، ولأصحاب القضاة زي، وللشرط زي، وللكتّاب زي، ولكتاب الجند زي. ومن زيهم أن يركبوا الحمير وإن كانت الهماليج «٢» لهم معرضة.
وأصحاب السلطان ومن دخل الدار على مراتب: فمنهم من يلبس المبطّنة، ومنهم من يلبس الدّرّاعة، ومنهم من يلبس القباء، ومنهم من يلبس البازيكند ويعلق الخنجر، ويأخذ الجرز، ويتخذ الجمّة «٣» .
وزي مجالس الخلفاء في الشتاء والصيف فرش الصوف. وترى أن ذلك أكمل وأجزل وأفخم وأنبل. ولذلك وضعت ملوك العجم على رؤوسها التيجان، وجلست على الأسرة، وظاهرت بين الفرش. وهل يملأ عيون الأعداء ويرعب قلوب المخالفين، ويحشو صدور العوام إفراط التعظيم إلا تعظيم شأن السلطان، والزيادة في الأقدار، وإلا الآلات. وهل دواؤهم إلا في التهويل عليهم؟ وهل تصلحهم إلا إخافتك إياهم؟ وهل ينقادون لما فيه الحظ لهم ويسلسون بالطاعة التي فيها صلاح أمورهم إلا بتدبير يجمع المهابة والمحبة.
وكانت الشعراء تلبس الوشي والمقطعات «٤» والأردية السود، وكل ثوب مشهر. وقد كان عندنا منذ نحو خمسين سنة شاعر يتزيا بزي الماضين، وكان