له برد أسود يلبسه في الصيف والشتاء، فهجاه بعض الطياب من الشعراء فقال في قصيدة له:
بع بردك الأسود قبل البرد ... في قرة تأتيك صما صرد
وكان لجربان «١» قميص بشار الأعمى وجبته لبنتان، فكان إذا أراد نزع شيء منها أطلق الأزرار فسقطت الثياب على الأرض، ولم ينزع قميصه من جهة رأسه قط.
وقدّويه العدوي الشحّاجيّ، لم يلبس قط قميصا، وهو اليوم حي، وهو شيخهم، وهو شيخ كبير.
وسعيد بن العاصي الجواد الخطيب، لم ينزع قميصه قط. فقدويه الشحاجي ضد سعيد بن العاصي الأموي. وقال الحطيئة:
سعيد فلا يغررك قلة لحمه ... تخدّد عنه اللحم فهو صليب
وكان شديد السواد نحيفا.
ومن شأن المتكلمين أن يشيروا بأيديهم وأعناقهم وحواجبهم. فإذا أشاروا بالعصي فكأنهم قد وصلوا بأيديهم أيديا أخر. ويدل على ذلك قول الأنصاري حيث يقول:
وسارت لنا سيارة ذات سؤدد ... بكوم المطايا والخيول الجماهر «٢»
يؤمون ملك الشام حتى تمكنوا ... ملوكا بأرض الشام فوق المنابر
يصيبون فصل القول في كل خطبة ... إذا وصلوا إيمانهم بالمخاصر
وقال الكميت بن زيد:
ونزور مسلمة المهذّ ... ب بالمؤبدة السوائر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute