للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: قيل لشريك بن عبد الله: كان معاوية حليما. قال: لو كان حليما ما سفه الحق، ولا قاتل عليا. ولو كان حليما ما حمل أبناء العبيد على حرمه، ولما أنكح إلا الأكفاء.

وأصوب من هذا قول الآخر، قال: كان معاوية يتعرض ويحلم إذا أسمع. ومن تعرض للسفيه فهو سفيه.

وقال الآخر: كان يحب أن يظهر حلمه وقد كان طار اسمه بذلك، فكان يحب أن يزداد في ذلك.

وقال الفرزدق:

وكان يجير الناس من سيف مالك ... فأصبح يبغي نفسه من يجيرها

وكان كعنز السوء قامت بظلفها ... إلى مدية تحت التراب تثيرها

وقال التّوت اليمانيّ:

على أي باب أطلب الأذن بعدما ... حجبت عن الباب الذي أنا حاجبه

وهذا مثل قوله:

والسبب المانع حظّ العاقل ... هو الذي سبّب رزق الجاهل

ومثله:

وربّت حزم كان للسقم علّة ... وعلة برء الداء حظ المغفّل

وقال آخر:

يخيب الفتى من حيث يرزق غيره ... ويعطى الفتى من حيث يحرم صاحبه

وقال عثمان بن الحويرث، لعمرو بن العاصي:

له أبوان فهو يدعى إليهما ... وشر العباد من له أبوان

<<  <  ج: ص:  >  >>