للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإسلام. وزعم يونس أن عكلا أحسن العرب وجوها في غب حرب. وقال بعض فتاك بني تميم:

خليلي الفتى العكلي لم أر مثله ... تحلّب كفاه ندى شائع القدر

كأن سهيلا، حين أوقد ناره ... بعلياء، لا يخفى على أحد يسري

ولم أكتب هذا الشعر ليكون شاهدا على مقدار حظهم في الشرف، ولكن لنضمه إلى قول جران العود:

أراقب لمحا من سهيل كأنه ... إذا ما بدا من آخر الليل يطرف

وربما أتيت القبيلة إذا برّزت عليها أخوتها، كنحو فقيم بن جرير بن دارم، وزيد بن عبد الله بن دارم، وكنحو الجرماز ومازن. ولذلك يقال: إن أصلح الأمور لمن تكلف علم الطب ألا يحسن منه شيئا، أو يكون من حذاق المتطببين، فإنه إن أحسن منه شيئا ولم يبلغ فيه المبالغ هلك وأهلك أهله.

وكذلك العلم بصناعة الكلام. وليس كذلك سائر الصناعات، فليس يضر من أحسن باب الفاعل والمفعول به، وباب الإضافة، وباب المعرفة والنكرة، أن يكون جاهلا بسائر أبواب النحو. وكذلك من نظر في علم الفرائض، فليس يضر من أحكم باب الصّلب أن يجهل باب الجد، وكذلك الحساب. وهذا كثير.

وذكروا أن حزن بن الحارث، أحد بني العنبر ولد محجنا، فولد محجن شعيث بن سهم، فأغير على إبله، فأتى أوس بن حجر يستنجده، فقال له أوس: أو خير من ذلك، أحضض لك قيس بن عاصم! وكان يقال إن حزن بن الحارث هو حزن بن منقر، فقال أوس:

سائل بها مولاك قيس بن عاصم ... فمولاك مولى السّوء إن لم يغّير

لعمرك ما أدري أمن حزن محجن ... شعيث بن سهم أم لحزن بن منقر

فما أنت بالمولى المضيّع حقه ... وما أنت بالجار الضعيف المستر

فسعى قيس في إبله حتى ردها على آخرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>