للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والوهم فيه من الصوفي".

وقال البرقاني: "هذا الحديث خطأ دخل حديث في حديث، قرأت في سماع مُحَمَّد بن أبي الفَوارس، من أبي عَبْد الله مُحَمَّد العَبَّاس العصميّ، عن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن ياسين، قال سمعت عُبَيْد بن مُحَمَّد الحافظ -وسألته عن حديث سُوَيْد، عن مالك … وذكره- فقال: كَذِبٌ من حدّث به؟ قلت: شيخ غريب من الحَرْبية يقال له: أَحْمَد بن الحَسَن الصوفي، قال العصمي: إنما دخل ابن ياسين بَغْداد سنة اثنتين وثمانين ومائتين، ولم يكن الصوفي ذلك الوقت مشهورًا، فلهذا دخل عَلِيه فقال شيخ في الحَرْبية".

وقال البرقاني: "سألت أبا بَكْر الإِسْماعِيلي عن حديث الصوفي، عن سُوَيْد؟ فقال لي: حدثناه بحضرة ابن صاعد، وابن مظاهر فاختلفا فيه، فقال: أما ابن مظاهر فقال: هو صحيح، وقال الآخر: ليس بصحيح، فأخرج الصَوَّاف أصله العتيق فكان كما قال".

قلت: وقد جزم غير واحد من أهل العلم بأن الوهم فيه من سُوَيْد لا من الصوفي، قال الخَطِيْب في "تارِيْخه": "قلت: ليس الوهم من الصوفي؛ لأنه قد توبع عَلِيه، وإنما الوهم من سُوَيْد، فقد حدث به غير الصوفي -أيضًا- عن سُوَيْد، عن مالك، عن الزُّهْري، فوافق الصوفي، فبرئ الصوفي من عهدة هذا الحديث، وحصل الحمل فيه على سُوَيْد، على أن هذا الحديث هو مما أنكره الناس قديمًا على سُوَيْد، قال أبو داود السِّجِسْتاني: سمعت يحيى بن مَعِيْن، وقال له الفُضَيْل بن سَهْل الأعرج: يا أبا زكريا: سُوَيْد الحدثاني، عن مالك، عن الزُّهْري، عن أنس، عن أبي بَكْر الصِّديق "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أهدى جملًا لأبي جهل"، فقال يحيى: لو أن عندي فرسًا خرجت أغزوه".

<<  <  ج: ص:  >  >>