وقد كان -رحمه الله تعالى- يُرافِق في رحلاته كبار الحفاظ والمسندين في زمانه، ففي "تذكرة الحفاظ"(٣/ ٩٧٣): ورُوي عن أبي بكر بن أبي علي-يعني محمد بن أحمد الذَّكواني- أنه قال:"كان ابن المقرئ يقول: كنتُ أنا، والطبراني، وأبو الشيخ بالمدينة، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرتُ القبر، وقلت: يا رسول الله، الجوع، فقال لي الطبراني: اجلس، فإما أن يكون الرِّزق أو الموت، فقمتُ أنا، وأبو الشيخ، فحضر الباب علوي، ففتحنا له، فإذا معه غُلامان بقفَّتين فيهما شيء كثير، وقال: شكوتموني إلى رسول النبي -صلى الله عليه وسلم-، رأيته في النوم، فأمرني بحمل شيءٍ إليكم. (١)
(ج) حرص جيرانه من أهل الحديث على صحبته في الرِّحلة:
قال أبو نعيم في "تاريخه" (٢/ ٢٩٣): "محمد بن الحسن بن علي بن معاذ أبو عبد الله جارُنا صحب أبا محمد بن حيّان أبا الشيخ، وخرج معه إلى الرَّي".
[(د) رجوع بعض مشايخه الذين كان يرحل إليهم إليه، وسؤاله، وذلك في أثناء رحلته]
فقد قال في كتاب "الطبقات" (٣/ ٤٤٧): "محمد بن العباس بن أيوب الأَخْرم، سألني عنه ببغداد هيثم الدُّوْرِي، وأبو بكر البَرْدِيْجي، وقاسم المُطرز".
وهذا يدل على علو قدْره، وعظيم شأنه، واعتماد قوله في هذا الشأن.
[(هـ) اعتنائه وحرصه في أثناء رحلته على الاطلاع على أصول شيوخه]
قال في "الطبقات": رأيت هذا الحديث في "فوائد أبي بكر البَرْدِيْجي" ببغداد.
(١) انظر التعليق على هذه القصة في ترجمة ابن المقرئ محمد بن إبراهيم من هذه "المشيخة".