توفي بأَصْبَهان، ليلة الثلاثاء لخمس خَلَوْنَ من ربيع الآخر، سنة سبع وثمانين ومائتين، وصلى عَلِيه ابنه الحكم بن أَحْمَد، ودفن بمقبرة دوشاباذ، قال أبو الشَّيْخ: حضرت جنازته، وشهدها مائتا ألف من بين راكب وراجل، ما عدا رجلًا كان يتولى القضاء؛ فحرم شهود جنازته، وكان يرى رأي جهم.
قال أبو الشَّيْخ: وسمعت ابني عَبْدالرزاق يحكي عن أبي عَبْدالله الكسائي قال: رأيت ابن أبي عاصم فيما يرى النائم كأنه كان جالسًا في مسجد الجامع وهو يصلي من قعود، فسلمت عَلِيه فرد عَلِي، وقلت له: أنت أَحْمَد بن أبي عاصم؟ قال: نعم، قلت: ما فعل الله بك؟ قال: يؤنسني ربي، قلت: يُوْنُسك ربك؟ قال: نعم، فشهقت شهقة وانتبهت.
[فائدة]
أبو بَكْر ابن أبي عاصم يُعدّ بن نُقّاد المُحَدِّثين، فقد ذكره الحافظ الذَّهَبِي في الطبقة السادسة من رسالته "ذكر من يُعتمد قوله في الجرح والتعَدِيل"، فقال: وأبو بَكْر أَحْمَد بن عمرو بن أبي عاصم قاضي أَصْبَهان. وقد ذكر د. باسم الجوابرة- حفظه الله تعالى- قائمة بأسماء الرواة الذين تكلم فيهم ابن أبي عاصم جرحًا أو تعَدِيلًا في كتابه "الَاحاد والمثاني"، وأودع ذلك في مقدمة تحقيقه للكتاب، فجزاه الله خيرًا.
[فائدة أخرى]
قال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": ذِكْرُ تصانيفه: جُمع جزءٌ فيها، فيه زِيَادة على ثلاثمائة مُصنَّف، رواها عنه أبو بَكْر القَبّاب، من ذلك: "المسند الكبير" نحو خمسين ألف حديث، و "الأحاد والمثاني" نحو عشرين ألف حديث في الأصناف، و "المختصر