للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشيوخ وفوائدهم، ثم خرج من مِصْر، سمعت أبا بَكْر المفيد البَغْدادي يقول: لقد اتفق لعَبْد الرَّحمن في رحلته من السماع في مدة يسيرة ما يعجز عن جمعه غيره أن يكتب في سنين، ودخل بَيْرُوْت، والسَّواحِل، ودِمَشْق، والثُّغُور.

* وسمعت أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الحُسَيْن الحافظ يحكي عن عَلِي بن الحَسَن الدَّرسْتيِني القاضي أن أبا حاتم الرَّازي كان يعرف اسم الله الأعظم، فظهر بابنه عَبْد الرَّحمن علة، واجتهد أن لا يدعو بذلك الاسم، فإنه قال: لا يسأل بذلك الاسم شيء من الدنيا، وإنما يُسْأل به ما في الآخرة، فلما اشتدَّت بعَبْد الرَّحمن العلة غلب عَلِيه الحزن حتى دعا الله تعالى بذلك الاسم؛ فشفاه الله، فرأى أبو حاتم في نومه أن قيل له: اسْتُجِيْبَ دعاؤك، ولكن لا يُعقِّب ابنك؛ لأنك دعوت بالاسم للدنيا، فكان عَبْد الرَّحمن مع زوجته سبعين سنة، فلم يُرْزق ولدًا (١)، وقيل: إنه ما مَسَّها، وكانت امرأته في الصلاح مثله. "الإرشاد".

فصل: في ذكر مِحنَتِهُ

قال أبو الحَسَن عَلي بن إِبْراهِيم الرَّازي في "جزئه" الذي أفرد فيه ترجمة ابن أبي حاتم، كما في "سير السلف الصالحين" (٢) لقوام السُّنَّة: قال عَلي بن أَحْمَد الأَصْبَهاني الفَرضِي: محنة عَبْد الرَّحمن بن أبي حاتم أشد من محنة أَحْمَد بن حَنْبَل، وذلك أن محنة أَحْمَد كانت مع الخاص، وكانت مدتها قليلة، وبقي عَبْد الرَّحمن في محنته مع أصحاب الزَّعْفَراني (٣) نحوًا من عشرين سنة.


(١) وفي "التدوين في أَخْبَار قزوين": وقد ذكر أن الأبدال لا يولد لهم.
(٢) (٤/ ١٢٣٩ - ).
(٣) قال السَّمْعاني في "الأَنْسَاب" (٦/ ٢٨٢): الزَّعْفَرانية: فرقة من النَّجَّارِيّة، ينتمون إلى مقدم لهم يقال له الزَّعْفَراني، وهذه الفرقة كانت تقول بحدوث كلام الله، وإن كلامه غيره، وإن كل ما =

<<  <  ج: ص:  >  >>