للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخشع، ولاحظه كريمًا؛ فرضي وقنع، فابتهل إِليه مستغفرًا ومفتقرًا، ولامح صنائعه معتبرًا، وتنصل إِليه من زلله وهفواته معتذرًا، موقنًا أنَّه على قبوله مقتدرًا، كان للآثار حافظًا متبعًا، له التصانيف في نُسك العارفين، ومعاملة العاملين".

وقال ابن الجوْزِي في "صفة الصفوة" و"المنتظم": "كان يبني للناس بالأجرة؛ فيأخذ منها دانقين لنفقته، ويتصدق بالباقي، ويختم كل يوم ختمه، ولقي ستمائة شيخ، وكتب الحديث الكَثِيْر".

وقال الذَّهَبِي في "تارِيْخه": "الزاهد، المجاب الدعوة، له مصنَّفات حسان في الزهد، والتصوف، وهو أستاذ عَلِي بن سَهْل الزاهد، ومن تصانيفه كتاب "معاملات القلوب"، وكتاب"الصبر"، وممن روى عنه أبو الشَّيْخ، وقال: كان مُستجاب الدعوة".

ومن كلام هذا الولي -رحمه الله تعالى-:

- "من أفضل الأشياء العلم، والمبتغي من العلم نفعه، فإِذا لم ينفعك فحمل تمرة خير لك من حمل ذلك".

- وقال: "خير العلم ما نَفع، والعلم يُصاب من عند المخلوقين، والنَّفعُ لا يُصاب إِلّا بالله، ومن عنده، والعلم النافع هو الَّذي به أطعته، والذي لا ينفع هو الَّذي به عصيته".

- وقال: "إِذا كسا الله القلب نور المعَرَفَة؛ قَلَّدَهُ قلائِدَ الحِكمة، ومَنْ كان الصِّدق وسيلته؛ كان الرِّضا من الله جائزته".

- وقال: "من التَّوفيق ترك التأسُّف على ما فات، والاهتمام بما هو آت، ومن أراد تعجيل النِّعَم، فليُكثِر من مناجاة الخلوة".

[وفاته]

توفي سنة ست وثمانين ومائتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>