لكن أعتذر له، فقال: كان لمَحْمُود ابنان أَحْمَد ومُحَمَّد وكلاهما قد حدَّث".
وقد تعقب كلام الذهَبِي هذا الحافظ في "تبصير المنتبه": فقال: "قلت لم يقلبه أبو الطاهر، وقد بين ابن نُقْطَة ذلك" اهـ.
قال مقيده -أمده الله بتوفيقه-: نص عبارة ابن نُقْطَة كما في "تكملته": "قلت: وهذا القول صحيح من عَبْد الغني؛ لأن مَحْمُود بن مُحَمَّد له ابنان أحْمَد ومُحَمَّد وكلاهما قد حدَّث، وكلهم ثقات".
ثم ساق كلام الدَّارَقُطْنِي من "سؤالات السَّهْمِي"، ثم قال: "فدل على أن قول عَبْد الغني: مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَنُّوَيه. صحيح؛ إلا أن القاضي أبا الطاهر قصَّر في النسبة؛ فنسبه إلى جدِّه" اهـ.
ويؤيد ما ذهب إليه الحافظ ابن نُقْطَة من صحة كلام الأَزْدِي وعدم القلب فيه؛ ما قاله الحافظ ابن ناصر الدين الدّمَشْقِي في "توضيحه": "قال أبو القاسم الحضْرَمِي في كتابه: حدثنا القاضي -يعني الذُّهلي-، حدثنا مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَنُّوَيه الواسِطِي، حدثنا عَبْد الله بن رَوْحالَمدائِني، فذكر حديثًا، فلهذا وجه؛ وهو أن في "سؤالات السَّهْمِي" للدارقطني: وسألته عن أبي عَبْد الله مَحْمُود بن مُحَمَّد الواسِطِي، فقال: ثقة، وكتبتُ عن [أبيه] أبي الحَسَن مُحَمَّد بن مَحْمُود، وكان ثقة؛ انتهى. فعلى هذا يكون الذي ذكره عَبْد الغني شيخ الدَّارَقُطْنِي أبا الحَسَن مُحَمَّد بن مَحْمُود، وقد أسقط اسم جدِّه مُحَمَّد، ونسبه إلى جَدِّه الأَعْلَى مَنُّويه، حاكيًا له عن القاضي الذُّهْلِي، ولم يُقيِّده بذكر شيخ له، ولا راوٍ عنه، فيصح حينئذٍ ما قاله، عَبْد الغني عن أبي الطاهر، ولا يكون ذلك مقلوبًا كما جزم بقلبه المصنَّف، والله أعلم" اهـ.
[فائدة أخرى]
جاء في كتاب "الإكمال" للأمير ابن ماكولا: وأما مَنُّوَيه بنون بعد الميم فهو