للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأبو عَلِي الأَهْوازِي، وسائر المصنَّفين في القراءات، وإنما نُقم عَلِيه رأيه لا روايته، وهو مجتهد في ذلك مخطئ والله يعفو عنه ويسامحه، وقد فعل ما يسوغ فيه الاجتهاد، وذلك رواية عن مالك، وعن أَحْمَد بن حَنْبَل".

وقال في "معَرَفَة القراء": "الإمام شيخ الإقراء بالعِراق مع ابن مجاهد، سع الحديث مع الصدق والأمانة والصيانة، اعتمد عَلِيه أبو عَمْرو الداني في "تيسيره"، والكبار في تصانيفهم، وثوقًا بإتقانه وعدالته، على قلة بصره بالعربية، وكان يرى جواز التلاوة في الصلاة وغيرها بما في مصحف أبي، ومصحف ابن مَسْعُوْد، مما صح إسناده، مع أن الاختلاف في ذلك قديم معروف بين العلماء، وهو قول لمالك، ورواية عن أَحْمَد، وأبو الحسَن كان ثقة في نفسه، صالحًا دينا متبَحْرًا في هذا الشأن، وكان الأولى به التلاوة بما وافق المصحف العُثْماني، ومتابعة الجمهور، وكان فيه تنقص لابن مجاهد، ويقول: هذا العَطَشي لم يرحل، ويشير إلى سعة رحلة نفسه، ويصيح بالشاذ، وهذا خلق مذموم لا يليق بعالم".

وقال ابن الجزَري في "غاية النهاية": "شيخ الإقراء بالعِراق، أستاذ كبير، أحد من جال في البلاد في طلب القراءات، مع الثقة والخير والصلاح والعلم، وكان قد وقع بينه وبين أبي بَكْر بن مجاهد على عادة الأقران".

[وفاته]

توفي محبوسًا في صفر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة،

قال الذَّهَبِي: "توفي وهو في عشر الثمانين أو جاوزها. وقيل: توفي يوم السبت لليلة خلت من صفر سنة سبع وعشرين وثلاثمائة".

وقال أبو أَحْمَد السامري: "توفي أول سنة خمس وعشرين. قال ابن الجَزَري في "غاية النهاية": وهم أبو أَحْمَد السامري".

قلت: {ثقة ورع، رأس في القراءات، وله رأي في القراءة بالشواذ جلب عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>