للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من القدماء من الصحابة وغيرهم".

وهذا أمر لا يختص به الطبراني، فلا معنى لإفراده باللّوم، بل أكثرُ المحدِّثين في الأعصار الماضية من سنة مائتين وهلُمّ جَرّا، إذا ساقوا الحديث بإسناده، اعتقدوا أنهم بَرِئوا من عهدته، والله أعلم.

وقال السخاوي في "فتح المغيث" (١/ ٢٩٦): في أثناء كلامه على الحديث الموضوع، وإيراده من غير بيان أنه موضوع، وأن الاقتصار على إيراد إسناده لا يبرِّئ … من العهدة في هذه الأعصار؛ لعدم الأمن من المحظور به، قال ما نصه: "وإن صنعه أكثر المحدثين في الأعصار في سنة مائتين وهلُّم جَرًّا، إذا ساقوا الحديث بإسناده اعتقدوا أنهم برئوا من عهدته ....

قال شيخنا -يعني ابن حجر-: وكان ذكر الإسناد عندهم من جملة البيان … ".

(ب) إيراده في كتابه حكاية حمدان بن الهَيْثَمُ -شيخه- عن الإمام أحمد في حديث الصُّورة:

قال يحيى بن مَنْدة في "مناقب أحمد" كما في "اللسان" (٣/ ٢٨٤ - ٢٨٥): وحمدان بن الهَيْثَمُ يزعم أن أحمد قال: صوّر الله صورة آدم قبل خلقه، وأبو الشيخ يوثقه في كتاب "الطبقات"، … ، وقيل: إن أبا عمر بن عبد الوهاب هَجَر أبا الشيخ لمكان حكاية حمدان، وقال: إن أردت أن أسلِّم عليك؛ فأخْرِج من كتابك حكاية حمدان بن الهَيْثَمُ.

قلت: وهذا تعنت من أبي عمر -إن صحت الحكاية- لما سبق بيانه، والله أعلم.

[(١٨) موقعه بين أئمة الجرح والتعديل]

ليس بخافٍ كلام أبي الشيخ الأصْبَهانِي في الرواة جرحًا وتعديلًا، والأحاديث

<<  <  ج: ص:  >  >>