للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتوفيق بين قول أبي نعيم والذهبي، ومن تبعه في ذلك أن أبا نعيم أضاف المحرم من سنة تسع وستين، فحسبه سنة، بيد أن الذهبي لم يضف هذه السنة باعتبار أنه توفي في أولها. (١)

[(٢١) رثاؤه]

قال أبو جَعْفَر مَعْمَر بن أحمد الزّاهد أبياتًا منها (٢):

لَقَدْ ماتَ مَنْ يَرْعَى الأنامَ بِعِلْمِهِ … وكانَ لَهُ ذِكْرٌ وِصيْتُ فَيَنْفعُ

وَقَدْ ماتَ حفّاظُ الحديثِ وأَهْلُهُ … وممن رَأيْنا وهو في النّاس مقنعُ

أبو أحمد القاضي وقد كان حافظًا … وَلَمْ يَكُ من أهلِ الضّلالة يتبعُ

وكان أبو إسحاقَ ممّن شهرته … يُدرِّسُ أَخبارَ الرَّسولِ ويُوسِعُ

وثالِثُهُمْ قطب الزّمان وعَصْرهِ … أبو القاسم اللَّخمُّي قَدْ كانَ يبدعُ

ورابِعُهُمْ كان ابنَ حيانَ آخرًا … ومات فكيفَ الآنَ في العلمُ يُطمعُ

[(٢٢) رؤيا رؤيت له بعد وفاته]

قال الذهبي في "النبلاء" (١٦/ ٢٧٩): "أنبأني علي بن عبد الغني شيخنا، أنه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول: رأيت في النوم، كأني دخلت مسجد الكوفة، فرأيت شيخًا طوالًا لم أر شيخًا أحسن منه، فقيل لي: هذا أبو محمد بن حيّان، فَتَبِعْتُه، وقلت له: أنت أبو محمد بن حيّان؟ قال: نعم، قلت: أليس قد مُتَّ؟ قال: بلى، قلت: فباللّهِ ما فعل الله بك؟ قال: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (٧٤)} [الزمر: ٧٤]،


(١) مقدمة "الطبقات" للبلوشي (١/ ٩٤).
(٢) "النبلاء" (١٦/ ١٢ - ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>