للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتنُوخي معروف بالتشيع، وعلى فرض صحتها فليس فيها ما يدل على كونه ناصبيًا صراحة، والله أعلم.

[(هـ) وهمه في بعض الأحاديث]

(١) حديث جابر رفعه: "مَنْ وسَّع على نفسه وأهله يوم عاشوراء … ".

قال ابن عَبْد البر في "الاستذكار" (١): "حدثنا أَحْمَد بن قاسم، ومُحَمَّد بن إِبْراهِيم، ومُحَمَّد بن حكم قالوا: حدثنا مُحَمَّد بن معاوية، ثنا الفَضْل بن الحُباب، حدثنا هِشَام بن عَبْد الملك الطيالسي، حدثنا شعبة، عن أبي الزُّبَيْر، عن جابر فذكره".

قال الحافظ في "اللسان": "روى ابن عَبْد البر في "الاستذكار" من طريقه حديثًا منكرًا جدًا، ما أدري مَنْ الآفة فيه؟ … فذكره، ثم قال: وشيوخه ابن عَبْد البر الثلاثة موثقون، وشيخهم مُحَمَّد بن معاوية هو ابن الأَحْمَر راوي "السُّنَن" عن النَّسَائي، وثقه ابن حزم وغيره، فالظاهر أن الغلط فيه من أبي خَلِيْفَة، فلعل ابن الأحمر سمعه منه بعد احتراق كتبه، والله أعلم".

وقال الدكتور الشريف حاتم العَوْني في "معجم شيوخ ابن حِبّان في صحيحه": حديث جابر من طريق أبي خَلِيْفَة منكر جدًا كما قال الحافظ، هذا ما ترجَّح لي بعد البحث، ولا أدري أي شيء علته، غير أني وجدتُ في ترجمة عَلي بن أبي طالب البزَّار ما يلقي الضوء على علته، فإنه جاء في ترجمته أنه كان جليس أبي الوليد الطيالسي، وأبو خَلِيْفَة يرويه عن أبي الوليد الطيالسي، ولعله حدث به في مجلس أبي الوليد، فظن أبو خَلِيْفَة أن المُحَدِّث هو أبو الوليد، وقد وجدت كلامًا لشيخ الإِسْلام ابن تيمية يشير إلى هذه العلة، حيث قال في تعَلِيله لهذا الحديث: لم


(١) (١٠/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>