للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعضهم، أنها كذب، وبعضهم أنها تحديث لما لم يسمع، وبعضهم أنها تدليس خبيث، وهو أنه كان يطلق فيما أخذه من ثقة عن أبي بَكْر بن أبي شَيْبِة مثلًا: "حدثنا أبو بَكْر بن أبي شَيْبِة"! وإذ قد عرف اصطلاحه في هذا فليس بكذب".

وفي "فتح المغيث": "نظائر، … ، وقد دلت استقامة حديث الباغَنْدي وخلوه عن المناكير على أنه كان لا يدلس إلا فيما لا شبهة في صحته عمن يسميه، فلا يقول مثلًا: "حدثنا أبو بَكْر بن أبي شَيْبِة "إلا فيما يستيقن أن أبا بَكْر بن أبي شَيْبِة حدث به، فهذا تحقيق حاله، وأخرج الحاكم له في "مستدركه" (١)، وصححه له.

فَصْل: في ذكر من رماه بالكذب

قال ابن عَدِي في "كامله": "سمعت مُوْسى بن القاسم بن مُوْسى بن الحسَن بن مُوْسى الأشْيَب يقول: حدثني أبو بَكْر، قال: سمعت إِبْراهِيم الأَصْبَهاني يقول: أبو بَكْر الباغَنْدي كذاب".

قال العلامة المعلمي في "التنكيل" (٢): أبو بَكْر شيخ الأَشْيَب يحتمل أن يكون هو ابن أبي الدُّنيا؛ لأنه ممن يروي عن إِبْراهِيم، وممن يروي عنه الأَشْيَب، ويحتمل أن يكون غيره؛ لأن أصحاب هذه الكنية في ذاك العصر ببَغْداد كَثِيْرون، ولم يشتهر ابن أبي الدُّنيا بهذه الكنية؛ بحيث إذا ذكرت وحدها في تلك الطبقة ظهر أنه المراد، فعلى هذا لا يتبين ثبوت هذه الكلمة عن ابن الأَصْبَهاني.

قال مقيده -أمده الله بتوفيقه-: صوابه: حدثني أبي، كما في "الميزان"، وهو القاسم بن مُوْسى بن الحسَن بن مُوْسى الأَشْيَب، مترجم هو وابنه مُوْسى في "تارِيْخي "بَغْداد، ودمشق وغيرهما بما خلاصته أنهما ثقتان، ولا يخفى ما في النسخة


(١) (٢/ ٩٧/ ٢٤٧١).
(٢) (١/ ٢٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>