وحضر يومًا بين يدي أبي عمر رجل يدَّعى قِبَل الآخر مائة دينار، ولم تكن له بينة، فتوجهت اليمين على المطلوب بنَفْي ما زعمه الطالب، فأخذ الخَصْم الدواة وكتب:
وإني لَذُو حَلِفٍ فاجرٍ … إذا ما اضطررتُ وفي الحال ضِيقُ
وهَلْ لا جناح على مُعْسِر … يدافع بالله ما لا يُطِيقُ
فأمر القاضي بإحضار مائة دينار، ودفعها عنه، فعجب الراضي من أدب الرجل وكرم القاضي، وبحث عن الناظم فلما وجده، أمر له بألف دينار، وخمس خِلَع، ومركوب حسن، وملازمة دار السلطان. وقال الشَّيْخ مُحَمَّد بن مُحَمَّد مخلوف في "شجرة النور الزكية": الإمام الفقيه الفاضل الثقة الأمين العادل".
[وفاته]
وله بالبصرة لتسع خلون من رجب سنة ثلاث وأربعين ومائتين، ومات يوم الأربعاء لخمس بقين -وقيل: لسبع- من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، ودفن في داره.