للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تصحيحًا وتضعيفًا، فإن كتابه "طبقات المحدثين بأصبهان" دال على أنه لم يكن راويًا مسندًا للحديث، فحسب، بل كان إمامًا فيه، وناقدًا بصيرًا بالرجال والعلل، وقد انتشرت أقواله في ذلك، وتناقلها أهل الحديث، واعتمدوها في كتبهم، وما ذاك إلا لعلو كعبه، ورسوخ قدمه -خاصة في أهل بلده-، ومما يدل على ذلك قول أبي الشيخ في "الطبقات" (٣/ ٤٤٧)، و"أخبار أصبهان" (٢/ ٢٢٤):

"محمد بن العباس بن أيوب الأخرم، سألني عنه ببغداد هيثم الدُّوري، وأبو بكر البَرْدِيْجي، وقاسم المُطَرِّز، ففي هذا دليل على اعتماد قوله عندهم في هذا الشأن، وإلا لما سألوه عن رأيه فيهم.

وقد ذكره الذهبي في الطبقة الثانية عشرة في كتابه "تذكرة الحفاظ" التي يقول في مقدمتها: "هذه تذكرة بأسماء معدلي حملة العلم النبوي، ومن يرجع إلى اجتهادهم في التوثيق والتضعيف، والتصحيح والتزييف".

وعدَّه فيمن يُعتمد قوله في الجرح والتعديل، فذكره في الطبقة السابعة من رسالته الموسومة بذلك. وقال في "تاريخه" (٢٦/ ٤١٩): "كان حافظًا عارفًا بالرجال والأبواب".

وكذا قال تلميذه الصَّفَدي في "الوافي بالوفيات" (١٧/ ٤٨٦): وعدَّه السبكي في "طبقاته" (١/ ٣١٤ - ٣١٨): من حفاظ الشريعة، ومهرة هذا الفن.

وقال السخاوي في "الإعلان بالتوبيخ" (ص: ٣٣٨): "وأما المتكلمون في الرجال فخلق من نجوم الهدي، ومصابيح الظلم، المستضاء جمهم في دفع الردي، لا يتهيأ حصرهم"، ثم ذكر طائفة وذكره منهم.

[(١٩) آثاره العلمية]

قال أبو نعيم في "تاريخه" (٢/ ٩٠): "صنَّف "الأحكام"، و"التفسير"،

<<  <  ج: ص:  >  >>