وقال -أيضًا-: "وأما ما حكاه الأستاذ عن الرَّازي، فليس ممن يذكر في هذا الشأن، حتى يتتبع الذهبي وغيره كلامه، فيسوغ أن يظن بالذَّهَبِي أنه وقف على كلمته وأعرض عنها لمخالفتها هواه، كما يتوهمه أو يوهمه الأستاذ" اهـ.
[فوائد]
[الفائدة الأولى في عقيدته]
قال أبو عَبْدالله بَطَّة: ثنا أبو الحَسَن أَحْمَد بن زكريا بن يحيى السَّاجِي قال: قال أبي: "القول في السنة التي رأيت عَلِيها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم، أن الله تعالى على عرشه في سمائه، يقرب من خلقه كيف شاء".
ومما نقل عنه من أقواله النيرة ما أخرجه المَقْدِمِي في كتابه "الأربعين" عن الصُّولي قال: سمعت أبا يحيى زكريا بن يحيى الساجي يقول: كتاب الله -عز وجل- أصل الإِسْلام، وكتاب "السُّنَن" لأبي داود عهد الإِسْلام.
الفائدة الثانية: قال الخَلِيْلي في "الإرشاد": "سمعت أَحْمَد بن عَبْدالرَّحمن الشَّيْرازي الحافظ يقول: سألت عَبْدالله بن عَدِي الجُرْجاني الحافظ، عن عَبْدالله بن مُحَمَّد بن يحيى بن مَنْدَة الأَصْبَهاني، فقال: كُنّا بالبصرة عند زكريا بن يحيى الساجي، فقرأ عَلِيهم إِبْراهِيم حديثين، عن أَحْمَد بن عَبْد الرَّحمن بن أخي ابن وَهْب، عن عمه، عن مالك، عن الزُّهْري، فأصغيتُ إليه، فقلت: هذان الحديثان من حديث ابن وَهْب، عن يُوْنُس، عن الزُّهْري، لا عن مالك، فأخذ السَّاجِيُّ كتابه، فتأمل، وقال لي: هذا كما قُلْتَ، وقال لإِبْراهِيم: ممَّن أخذت هذا؟ فأحال على بعض أهل البَصْرة، فقال السَّاجِي: عَلي بصاحب الشرطة حتى أسود وجه هذا، فكلّموه وتشفَّعوا حتى عفا عنه، ثم مزّق الكتاب".
قال الخَلِيْلي: إنما أراد إِبْراهِيم في هذا الافتعال أن يغرب على غيره، ويحتاج في