للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال المعلمي في "التنكيل" (١): وأما كلمة ابن القَطَّان فلم يبين من هم الذين ضعفوه، وما هو التضعيف، وما وجهه، ومثل هذا النقل المرسل على عواهنه لا يلتفت إليه أمام التوثيق المحقق، وأخشى أن يكون اشتبه على ابن القَطَّان بغيره ممن يقال له: "زكريا بن يحيى - وهم جماعة، وابن القَطَّان ربما يأخذ من الصحف فيصحب". اهـ.

قلت: وأما الكَوْثَرِي -عامله الله بما هو أهله- فقد تشبث بكلام ابن القَطَّان، ولم يلتفت إلى كلام من وثقه ممن سبق ذكرهم، فقال في كتابه "إحقاق الحق" (٢): والسَّاجِيُّ ممن تكلم فيهم الناس، كما ذكره الجصَّاص، وابن القَطَّان".

وقال في "التأنيب" (٣): "وأما السَّاجِيُّ فهو أبو يحيى زكريا بن يحيى السَّاجِيُّ البَصْرِيُّ، صاحب كتاب "العلل" … ، قال أبو الحَسَن بن القَطَّان: مختلف فيه في الحديث، وثقه قوم وضعفه آخرون. وقال أبو بَكْر الرَّازي بعد أن ساق حديثًا بطريقه: انفرد به السَّاجِيُّ، ولم يكن مأمونًا، وكفي في معَرَفَة مبلغ تعصب الرجل الاطلاع على أوائل كتاب "العلل" له اهـ.

قال العلامة المعلمي في "التنكيل": "ما حكاه الأستاذ عن أبي بَكْر الرَّازي إن كان ممن ثبتت ثقته وأمانته (٤) فلا نقبلها منه بغير مستند مع مخالفته لمن هو أثبت منه، وأعلم بالحديث ورجاله، ولأمر ما ستر الأستاذ على نفسه، وعلى الرَّازي فلم يذكر الحديث ولا بين موضعه".


(١) (١/ ٢٥٥).
(٢) "بيات تلبيس المفتري" (ص: ٧٣).
(٣) (ص: ٣٨).
(٤) هو أحمد بن علي لبجصاص، وهو ممن ثبتت ثقته. انظر ترجمته في "تارِيْخ بَغْداد" (٤/ ٣١٤)، "تاج التراجم" (برقم: ١٧)، وغيرهما، إلا أنه -كما لا يخفى- ليس من أحلاس هذا الفن.

<<  <  ج: ص:  >  >>