لأن أبا يَعْلَى كان يحدث احتسابًا، والحَسَن يحدث اكتسابًا".
وقال ابن عَدِي: "ما سمعت مسندًا على الوجه إِلَّا "مسند أبي يَعْلَى"؛ لأنَّه كان يحدِّث لله -عز وجل"-.
وقال ابن المُقْرِئ: "سمعت أبا إِسْحاق بن حَمْزَة يُني على "مسند أبي يَعْلَى"، ويقول: مَنْ كَتَبه قل ما يفوتُه من الحديث".
وقال أبو سَعْد السَّمْعاني: "سمعت إِسْماعِيل بن مُحَمَّد بن الفَضْل التيمي الحافظ يقول: قرأت المسانيد كـ "مسند العدني"، و"مسند أَحْمَد بن منيع"، وهي كالأنهار، و"مسند أبي يَعْلَى"، كالبَحْر يكون مجُتمع الأنهار".
قال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": "صدق، ولا سيَّما "مسنده" الَّذي عند أهل أَصْبَهان من طريق ابن المُقْرِئ عنه، فإنه كبير جدًا، بخلاف "المسند" الَّذي رويناه من طريق أبي عَمْرو بن حمدان عنه، فإنه مختصر".
قال مقيده -عفا الله عنه-: ذكر السَّمْعاني في كتابه في "التحبير" أَن "مسنده" الَّذي برواية أبي عمرو بن حَمْدان يقع في خمسة وثلاثين جزءًا.
وقد اعتمد روايته هذه الهَيْثَمِي في كتابه "مجمع الزوائد" بخلاف الحافظ ابن حَجر في كتاب في "المطالب العالية"؛ فإِنه اعتمد رواية الأَصبَهانيين، ورواية أبي عَمْرو بن حَمْدان هي المتداولة الآن، ولها طبعتان.
وله كتب أخرى منها: في "المفاريد"، و"المعجم"، و"الزهد والرقائق"، و"التفسير"، و"حديث مُحَمَّد بن بشار".
[ولادته ووفاته]
ولد في شوال سنة عشر وماثتين، وتوفي في اليوم الرابع عشر من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثمائة، عن سبع وتسعين سنة، قال أبو الفتح الأَزْدِي: "غُلِّقت أكثر الأسواق يوم موته، وحضر جنازته من الخلق أمرٌ عظيم".