للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَصْل: في ذكر كلام من تكلم فيه

وبعد ما سبق نقله من ثناء ومدح لهذا الإِمام الهُمَّام إِلَّا أنه قلما من بلغ مبلغ هذا الإِمام الهُمَّام إِلَّا كان له أعداء وحسدة، خاصة، إِذا كان كإِمامنا هذا رجلًا مِقْدّامًا، وذا إِدلاء بنفسه على أعلام عصره، وقد خصصت هذا الفصل لذكر كلام من تكلم مع التعليق على ذلك، والله الموفق.

* قال ابن عَدِي في "الكامل": "سمعت عَلِي بن عَبْد اللّه الدّاهري، يقول: سمعت أَحْمَد ابن مُحَمَّد بن عمرو بن عِيْسى كُرْكُر يقول: سمعت عَلِي بن الحُسَيْن بن الجنيد يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: ابني عَبْد اللّه هذا كذاب (١).

قال ابن عَدِي: ولولا شرطنا أول الكتاب أَن كل من تكلم عنه متكلِّمٌ ذكرته في كتابي هذا -يعني وإِن كان الكلام غير قادح- لما ذكرته … ، وهو معروف بالطلب، وعامة ما كتب مع أبيه، وهو مقبول عند أصحاب الحديث، وأمَّا كلام أبيه ففي أدري أيش تبين له منه.

وقال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": "قلت: لعل قول أبيه فيه -إِن صح- أراد الكذب في لهجته، لا في الحديث، فإِنه حجة فيما ينقله، وكان يكذب ويُورِّي في كلامه، ومن زعم أنَّه لا يكذب أبدًا، فهو أرْعن، نسأل اللّه السلامة من عثرة الشباب، ثم إِنه شاخ وارعوى، ولزم الصِّدق والتقى".

وقال في "التذكرة": "وأمَّا قوله أبيه فيه فالظاهر أنَّه -إِن صح عنه- فقد عنى أنَّه كذاب في كلامه لا في الحديث النَّبويّ، وكأنه قال هذا وعَبْد اللّه شاب طري ثم


(١) قال العلامة المعلمي في "التنكيل": "الداهري، وابن كَرْكَرَة لم أجد لهما ذكرا في غير هذا الموضع" ا هـ.
قلت: أمَّا ابن كَرْكَرَة فقد ذكره الحافظ في "نزهة الألباب" (٢/ ١٢٠)، وقال: "شيخ يروي عن علي بن الحُسَيْن بن الجُنَيْد".

<<  <  ج: ص:  >  >>