وقال الذَّهَبِي:"الإمام الحافظ الجوال، محدث العصر، لما رجع من الرحلة الطويلة كانت كتبه عدة أحمال حتى قيل إنها كانت أربعين حملًا، وما بلغنا أن أحدًا من هذه الأمة سمع ما سمع، وجمع ما جمع، وكان ختام الرحالين، وفرد المكثرين مع الحفظ والمعَرَفَة، والصدق وكثرة التصانيف، ومن تصانيفه كتاب "الإيمان"، و"التوحيد"، و"الصفات"، و"التاريخ"، كبيرًا جدًا، و"معَرَفَة الصحابة"، و"الكنى"، و"الرد على اللفظية"، وكتاب في النفس والرَوْح، وأشياء كَثِيْرة، وإذا روى الحديث وسكت أجاد، وإذا بوب أو تكلم من عنده انحرف وحرفش، بلى ذنبه وذنب أبي نُعَيْم أنهما يرويان الأحاديث الساقطة والموضوعة ولا يهتكانها، فنسأل الله العفو".
وقال -أيضًا-: "الإمام الحافظ الجوال، محدث الإِسْلام، قد أفردت تأليفًا بابن مَنْدَة وأقاربه، وما علمت بيتًا في الرواة مثل بيت بني مَنْدَة، بقيت الرواية فيهم من خلافة المعتصم وإلى بعد الثلاثين وستمائة".
وقال في "الميزان": "الحافظ الجوَّال، صاحب التصانيف، كان من أئمة هذا الشأن وثقاتهم، أقذع الحافظ أبو نُعَيْم في جرحه، لما بينهما من الوحشة، ونال منه واتهمه فلم يُلتفَت إليه، لما بينهما من العظائم نسأل الله العفو؛ فلقد نال ابن مَنْدَة من أبي نُعَيْم وأسرف -أيضًا-، طوَّف الأقاليم، وكتب بيده عدة أحمال، وحدث بالكَثِيْر، وكان من دعاة السنة وحفاظ الأثر".
وقال في "المُغْنِي": "إمام ثقة، أقذع أبو نُعَيْم في الحط عَلِيه بالهوى".
روى يحيى بن مَنْدَة في "تارِيْخه" عن أبيه وعمه: "أن أبا عَبْد الله بن مَنْدَة قال: ما اقتصدت قط، ولا شربت دواء قط، وما قبلت من أحد شيئًا قط".
[وفاته]
ولد بأَصْبَهان سنة عشرٍ، أو إحدى وعشرة، وثلاثمائة، ومات ليلة الجمعة