للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال في "التاريخ": "قلت: أي والله نسأل الله الستر وترك الهوى العصبية، وسيأتي في ترجمته شيء من تضعيفه، فليس ذلك موجبًا لضعفه، ولا قوله موجبًا لضعف ابن مَنْدَة، ولو سمعنا كلام الأقران بعضهم في بعض لا تسع الخرق".

قال الصفدي في "الوافي" معلقًا على كلام هذا: "قلت: هو الإنصاف، فقد سمعت أنا وغير واحدٍ غير مرة من الشَّيْخ أثير الدين الطعن البالغ والإزراء التام على الشَّيْخ تقي الدين ابن دقيق، وهو شيء خلاف الإجماع لصورة كانت بينهما".

وروى يحيى بن مَنْدَة في "تارِيْخه" عن مُحَمَّد بن عُبَيْد الله الطَّبَراني أنه قال: "قمت يومًا في مجلس أبي عَبْد الله بن مَنْدَة -رحمه الله- فقلت: أيها الشَّيْخ، فينا جماعة ممن يدخل على هذا المشئوم -أعني أبا نُعَيْم الأشعري- فقال: أخرجوهم، فأخرجنا من المجلس فلانًا وفلانًا، ثم قال: على الداخل عَلِيهم حرج أن يدخل مجلسنا، أو يسمع منا، أويروي عنا، فإن فعل فليس هو منا في حل".

قال الذَّهَبِي: "قلت ربما آل الأمر بالمعروف بصاحبه إلى الغضب والحدة، فيقع في الهجران المحرم، وربما أفضى إلى التفكير والسعي في الدم، وقد كان أبو عَبْد الله وافر الجاه والحَرَمة إلى الغاية ببلده، وشغب على أَحْمَد بن عَبْد الله الحافظ بحيث أن أَحْمَد اختفى".

وقال أبو عَبْد الله الخلال في "جزئه": "الإمام الحافظ، وحيد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وفريد عهده دينًا وديانةً، وحفظًا، وروايةً، الإمام في فنه، ابن المُحَدِّث، ابن حافظ وقته، ابن المُحَدِّث، ابن المُحَدِّث، الذي انتشر ذكره في الآفاق، واتفق على إمامته وتقدمه في الحفظ والسنة محدثوا خراسان والعِراق، وكتب عن مشايخ وقته، ثم رحل إلى الأقطار، وكتب بها حتى صار علمًا في علم الأَخْبَار، وحتى احتاج إلى علمه مشايخه الكبار، وأذعنوا له بالتقدم".

وقال ابن عساكر: "أحد المكثرين والمُحَدِّثين الجوالين".

<<  <  ج: ص:  >  >>