للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر الله -عز وجل-، وإنما يقصد أَن يسمع السراق صوته، فيعرفوا أنَّه موجود يقظان، فلا يقدموا على السرقة، فكذلك قد يكون ابن أبي داود يروي فضائل عَلِي رضي اللّه عنه ليدفع عن نفسه ما رماه بعض الناس من النصب، وهو بغض عَلِي رضي الله عنه.

[فصل: في حكاية محنته -يرحمه الله-]

قال أبو الشَّيْخ في "طَبَقَاته": ترجمة مُحَمَّد بن عَبْد الله بن الحُسَيْن الهَمَذَاني: كان -يعني مُحَمَّد بن عَبْد الله هذا من العلماء الكبار، فكان يجتمع مع حفاظ أهل البلد وعلمائهم، فجرى بينهم يومًا ذكر عَلِي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال ابن أبي داود: إِن الناصبية يرون أنَّ أظفار عَلِي حَفِيَتْ من كثرة تسلقه على أم سَلَمَة، فنسبوا الحكاية إِليه، وألغوا ذكر الناصبة، وألّبوا عَلِيه جَعْفَر بن شَرِيْك وأولاده، وأحضروه مجلس أبي ليلى الحارث بن عَبْد العزيز، وأقاموا له رجلًا من العلوية خصمًا، فادّعى عَلِيه العلوي هذه الدَّعوى، وأقام الشهادة عَلِيه رجلان هما: مُحَمَّد بن يحيى بن مَنْدَة، وابن الجارود، وأمر بضرب عنقه، فلحقه مُحَمَّد بن عَبْد الله بن الحَسَن فقدح في الشاهدين، وقال: أمَّا مُحَمَّد بن يحيى فأخبرني أَحْمَد بن عَبْد الله بن دليل أنَّه عاق لوالده، وأمَّا فلان بن الجارود فكذاب، وأخذ بابن أبي داود فأخرجه، وخلّصه من القتل على يده، فلما أخرجه سفه عَلِيه جَعْفَر بن شَرِيْك، فالتفت إِليهما، وقال: لو اشتغلتما بما في أيديكما من الضِّياع الَّتي فيها شُبَه كان أحرى عَلِيكما، قال: فلحقه جَعْفَر وشتم بنيه، وقدمهما إِليه، ويسأله تأديبهما، والرضا عنهما".

وقد ساق أبو نُعَيْم القصة بأتم من ذلك، فقال في "تارِيْخه": "مُحَمَّد بن عَبْد الله بن الحَسَن بن حَفْص الهَمَذَاني … ، وهو الَّذي عمل وسعى في خلاص عَبْد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>