للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخطأ ابن أبي داود في عبارته وقوله، وله على خطئه أجر واحد، وليس من شرط الثقة أَن لا يخطئ ولا يغلط، ولا يسهو، والرجل فمن كبار علماء الإِسْلام، ومن أوثق الحفاظ رحمه الله".

* قال الخَطِيْب في "تارِيْخه": حدثني أَحْمَد بن عُمَر بن عَلِي القاضي، سمعت مُحَمَّد بن عَبْد الله بن أَيُّوب القَطَّان يقول: كنت عند مُحَمَّد بن جرير الطبري، فقال له رجل: إِن ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل عَلِي بن أبي طالب، فقال ابن جرير: تكبيرة من حارس. قال الخَطِيْب: قلت: كان ابن أبي داود يتهم بالانحراف عن عَلِي والميل عَلِيه.

قلت: مُحَمَّد بن عَبْد الله القَطَّان قال فيه الذَّهَبِي في "الميزان" (١): رافضي مُعَثَّر.

وعلى فرض صحتها فقد قال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": "لا يسمع هذا من ابن جرير؛ للعداوة الواقعة بين الشَّيْخين".

وقال -أيضًا-: "وقد وقع بين ابن جرير وبين ابن أبي داود، وكان كل منهما لا ينصف الآخر، وكانت الحنابلة حزب أبي بَكْر بن أبي داود، فكثروا وشغبوا على ابن جرير، وناله أذى ولزم بيته، نعوذ بالله من الهوى، وكان ابن جرير من رجال الكمال، وشنع عَلِيه بيسير تشيع، وما رأينا إِلَّا الخير، وبعضهم ينقل عنه أنَّه كان يجيز مسح الرجلين في الوضوء، ولم نر ذلك في كتبه".

وفي "الميزان": "وقد قام ابن أبي داود وأصحابه، وكانوا خلقًا كَثِيْرا على ابن جرير ونسبوه إِلى بدعة اللفظ، فصنَّف الرجلُ معتقدًا حسنًا سمعناه، تنصَّل فيه مما قيل عنه، وتألَّم لذلك".

وقال العلامة المعلمي في "التنكيل": "قوله: "تكبيرة من حارس": هذا ليس بجرح، إِنما مقصوده أنه كما أَن الحارس قد يقول رافعَا صوته: الله أكبر، لا ينوي


(١) (٣/ ٦٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>