للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيُغْضِبَهم، كما فعل مع أبي زُرْعَة، … ، فلعله كان يتعرض بمثل هذا لابن

الأَصْبَهاني، فاتفق أَن وهم ولجّ، فقال ابن الأَصْبَهاني ما قال: إِن صحت الحكاية عنه، وأمَّا بعد أَن تصدى للحديث فإِن الناس أكثروا السماع منه، وكان كَثيْر من الحفاظ يعادونه، ويتعطشون إِلى أَن يقفوا له على زلة في الرواية، فلم يظفروا بشيء، ولم ينكر أحد عَلِيه حديثًا واحدًا، وكانوا كلما استغربوا شيئًا من حديثه أبرز أصله بسماعه مع أبيه".

* قال ابن عَدِي: "سمعت عَبْد الله بن مُحَمَّد البَغَوي، يقول: وقد كتب إِليه ابن أبي داود رقعة يسأله عن لفظ حديث لجده بين له من لفظ غيره فيه".

والحديث الَّذي سأله جده: عن مُحَمَّد بن قيس بن أبي سَعْد الصَّاغاني، عن أبي جَعْفَر الرَّازي، عن الرَّبِيعْ، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب: جاء المشركون إِلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: انْسب لنا رَبَّك؟ فأنزل الله -عز وجل-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}.

فقال البَغَوي: لمَّا قرأ رقعته: أنت والله عندي مُنْسَلِخٌ من العلم".

* وقال ابن عَدِي: "سمعت عَلِي بن عَبْد الله الدّاهري، يقول: سألت ابن أبي داود بالرَّي عن حديث الطير، فقال: إِن صح حديث الطير فَنُبُوَّةُ النبي باطل؛ لأنَّه حكى عن حاجب النبي -صلى الله عليه وسلم- خيانة، وحاجب النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني أنسا- لا يكون خائنًا".

وقال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": "هذه عبارة رديئة، وكلام نَحْس، بل نُبُّوة مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم- حق قطعي؛ إِن صح خبر الطير، وإِن لم يصح، وما وجه الارتباط؟ هذا أنس قد خدم النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أَن يحتلم، وقبل جريان القلم، فيجوز أَن تكون قصة الطائر في تلك المدة، فرضنا أنَّه كان محتلِمًا، ما هو بمعصوم من الخيانة، بل فعل هذه الجناية الخفيفة متأولًا، ثم إِنه حبس عَلِيًا عن الدخول (كما قيل) فكان ماذا؟، … ، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>