للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأبيه، وأبو عمر بنفسه، وكان المدح في الجميع راجعًا إلى أبي عُمَر، وإلى اليوم، إذا رأى الناس ببَغْداد إنسانًا محتشمًا له أبهة وجمال وهيبة ووقار قالوا: كانه أبو عُمَر القاضي".

وقال ابن الجوْزِي في "المنتظم": "كان ثقة فاضلًا، غزير العقل والحلم والذكاء، يستوفي المعاني الكَثِيْرة في الألفاظ اليسيرة، ومن سعادته أن المثل يضرب بعقله وسداده وحلمه، فيقال في العاقل الرُشَيْد: "كأنه أبو عُمَر القاضي"، وفي الحليم: "لو أني أبو عُمَر القاضي ما صبرت".

وقال ابن الأثير في "كامله": "كان عالمًا فاضلًا حليمًا".

وقال الذَّهَبِي في "النُّبلاء": "الإمام الكبير، قاضي القضاة".

وقال في "العبر": "كان من خيار القضاة حلمًا وعقلًا، وجلالة وذكاءً وصيانة".

وقال ابن كَثِيْر في "البداية": "كان من أئمة الإِسْلام علمًا، ومعَرَفَة، وفصاحة، وبلاغة، وعقلًا، ورياسة، بحيث كان يُضرب بعقله وحلمه المثل، وقد روى الكَثِيْر عن المشايخ، وحدَّث عنه الدَّارَقُطْنِي وغيره من الحفاظ، وحمل الناس عنه علمًا كَثِيْرا من الفقه والحديث، وقد جُمع له قضاء القضاة، وله مصنَّفات كَثِيْرة، … ، قالوا: ولم يُنْتَقد عَلِيه حكم من أحكامه أخطأ فيه". وكان من أعظم صواب أحكامه قتله الحُسَيْن بن مَنْصُور الحلّاج، قبحه الله وأخزاه".

وقال ابن الحسَن النباهي في "تارِيْخ قضاة الأندلس": "ومن القضاة بتلك البلاد المشرقية أبو عُمَر مُحَمَّد بن يُوسُف القاضي، وفي أيامه قُتل الحلّاج، وهو الذي أفتى بقتله، بعد تقريره على مذهبه، وقيام الشهادة عَلِيه بإلحاده، فضُرب ألف سوطٍ، ثم قطعت يداه ورجلاه، ثم طُرح جسده، وبه رُمي من أعلى موضع ضربه إلى الأرض، وأحرق بالنار، والعياذ بالله".

<<  <  ج: ص:  >  >>