للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو بَكْر البَرْقاني: "حكى لي الحمدوني أن إِسْماعِيل القاضي ببَغْداد كان يحب الاجتماع مع إِبْراهِيم الحرْبي، فقيل لإِبْراهِيم لو لقيته؟ فقال: ما أقصد من له حاجب، فقيل ذلك لإِسْماعِيل، فنحى الحاجب عن بابه أيامًا، فذكر ذلك لإِبْراهِيم، فقصده، فلما دخل تلقاه أبو عمر مُحَمَّد بن يُوسُف القاضي، وكان بين يدي إِسْماعِيل قائمًا، فلما نزع إِبْراهِيم نعله أمر أبو عمر غلامًا له أن يرفع نعل إِبْراهِيم في منديل معه، فلما طال المجلس بين إِبْراهِيم وإِسْماعِيل؛ وجري بينهما من العلم ما تعجب منه الحاضرون؛ وأراد إِبْراهِيم القيام؛ نفذ أبو عمر إلى الغلام أن يضع نعله بين يديه من حيث رآها إِبْراهِيم ملفوفة في المنديل، فقال إِبْراهِيم لأبي عمر: رفع الله قدرك في الدنيا الآخرة، فقيل: إن أبا عمر لما توفي رآه بعضهم في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: أدركتني دعوة الرجل الصالح إِبْراهِيم فغفر لي".

وقال أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن مُحَمَّد الأَسَدِي: "قال لي أبي: دخلت يومًا على القاضي أبي عمر مُحَمَّد بن يُوسُف، وبين يديه ابن ابنه أبو نَصْر -وقد ترعرع- فقال لي: يا أبا بَكْر.

إذا الرجالُ ولدت أولادها … واضطربت من كبر أعضادها

وجعلت إعلاها تعدادها … فهي زروع قد دنى حصادها

فقلت: يُبْقِي الله القاضي، فقال: ثم أيش؟ ".

وقال الخَطِيْب في "تارِيْخه": "كان ثقة فاضلًا".

وقال أبو الوليد الباجي: "كان ثقة".

وقال أبو إِسْحاق الشِّيْرازي في "طَبَقَاته": "كان حاجب إِسْماعِيل، ثم ولي القضاء بعده، ثم ولي ابنه أبو الحَسَن، وكان يقال: إِسْماعِيل بحاجبه، وأبو الحَسَن

<<  <  ج: ص:  >  >>