للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العامة، ففعل ذلك، ووجه إلى المدائن سرًّا مدة شهرين، ثم دخل بيته ببَغْداد مُستخفًا من العامة، … وذكر نسخة المحضر المعمول على ابن شَنَبُود، ثم قال: كنت قد سمعت من مشايخنا بالرَّي، ثم ببَغْداد أن سبب الإنكار على ابن شَنَبُود أنه قرأ أو قرئ عَلِيه في آخر سورة المائدة، عند حكاية قول عيسى: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: ١١٨]، بدلًا من: "العزيز الحكِيم".

وقال ابن عساكر في "تارِيْخه": "أحد القراء المشهورين، سمع بدمشق، وبمِصْر".

وقال أبو شامة في "المرشد الوجيز": "عُزِلَ الوزير بعد نكبة الشَّيْخ أبي الحسَن بسنة واحدة، فجرى عَلِيه من الأمانة، والضرب، والتعَلِيق، والمصادرة أمر عظيم، ثم آل أمره إلى قطع يده ولسانه، وابن شَنَبُود ليس كان بمصيب فيما ذهب إليه، لكن خطأه في واقعة لا يسقطه حقه؛ من حرمة أهل القرآن والعلم، وكان الرفق به أولى من إقامته مقام الدُّعار والمفسدين، كان اعتقاله وإغلاظ القول له كافيًا".

وقال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": "شيخ المُقْرِئين، أكثر التَّرحال في الطلب، وكان إمامًا صدوقًا أمينًا مُتصوِّنًا كبير القدر، اعتمده أبو عَمْرو الدَّاني، والكبار وثُوقًا بنقله وإتقانه، لكنه كان له رأي في القراءة بالشواذ، التي تخالف رَسْمَ الإمام، فنقموا عَلِيه لذلك، وبالغوا وعزَروه، والمسألة مختلف فيها في الجملة، وما عارضوه أصلًا فيما أقرأ به ليَعْقُوب، ولا لأبي جَعْفَر، بل فيما خرج عن المصحف العُثْماني".

وقال في "تارِيْخ الإِسْلام": "المُقْرِئ المشهور، كان أسند من ابن مجاهد، طوَّف الأقاليم في طلب الكتاب والسنة، وحدَّث وأقرأ الناس ببَغْداد، واستقر بها، وكان قد تخيَّر لنفسه شواذ قراءات، كان يقرأ بها في المحراب، مما يُروي عن ابن مَسْعُوْد، وأبي بن كعب، حتى فحش أمره، وهو موثق النقل، وقد احتج به أبو عَمْرو الدَّاني،

<<  <  ج: ص:  >  >>