للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن شَنَبُود على قراءة هذه الآية: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨)} [المائدة: ١١٨]، قرأ: {فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: ١١٨]، قال لنا عَبْد الرَّحمن: فسمعت القاضي أبا بَكْر الأَبْهَري يقول: أنا كنت ذلك اليوم الذي نُوظر فيه ابن شَنَبُود حاضرًا مع جملة الفقهاء، وابن مجاهد بالحضرة".

وقال أبو نُعَيْم في "تارِيْخه": "قدم أَصْبَهان سنة ثلاث وثلاثمائة، وقال أبو العَبَّاس بن مَحْمُود حدثناه سنة إحدى عشرة وثلاثمائة".

وقال الخَطِيْب في "تارِيْخه": "حدث عن خلق كَثِيْر من شيوخ الشَّام، ومصْر، وكان قد تخيّر لنفسه حروفًا من شواذّ القراءآت تخالف الإجماع، فقرأ بها، فصنَّف أبو بَكْر الأَنْبارِي وغيره كُتُبا في الرد عَلِيه".

وقال القاضي أبو يُوسُف عَبْد السلام القَزْوِيْني في "أفواج القراء": "كان ابن شَبَنُود أحد القراء، والمُتَنَسِّكين، وكان يرجع إلى ورع، ولكنه كان يميل إلى الشواذ، ويقرأ بها، وربما أعلن ببعضها في بعض صلواته التي يجُهرُ فيها بالقراءة، وسُمع ذلك منه، وأُنْكِر عَلِيه، فلم ينته للإنكار، فقام أبو بَكْر بن مجاهد فيه حق القيام، وأشهر أمره، ورفع حديثه إلى الوزير في ذلك الوقت، وهو أبو عَلي بن مُقْلَة، فأُخذ وضُرب أسواطًا، زادت على العشرة، ولم تبلغ العشرين، وحُبِس واستتيب، فتاب وقال: إني قد رجعت عما كنت أقرأ به، ولا أخالف مصحف عُثْمان، ولا أقرأ إلا بما فيه من القراءة المشهورة، وكتب عَلِيه بذلك الوزير أبو عَلي محضرًا بما سمع من لفظه، وأمره أن يكتب في آخره بخطه، وكان المحضر بخط أبي الحُسَيْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون، وكان أبو بكْر بن مجاهد تَجرَّد في كشفه ومناظرته، فانتهى أمره إلى أن خاف على نفسه القتل، وقام أبو أَيُوب السِّمْسار في إصلاح أمره، وسأل الوزير أبا عَلِي أن يطلقه، وأن ينفذه إلى داره مع أعوانه بالليل خيفة عَلِيه؛ لئلا يقتله

<<  <  ج: ص:  >  >>